كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد (اسم الجزء: 2)

363 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - (مص: 150) كَانَ آخِذاً بِيَدِ أَبِي مُوسَى في بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَى عَلَى سَائِلَةٍ في الطَّرِيقِ تُسْفِي الرِّيَاحُ في وَجْهِهَا. فَقَالَ لَهَا أَبُو مُوسَى تَنَحَّيْ عَنْ سَنَنِ (¬1) رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.
فَقَالَتْ لَهُ: هذَا الطَّرِيقُ لَهُ مُعَرَّضَاً فَلْيَأْخُذْ حَيْثُ (¬2) شَاءَ. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَبِي مُوسَى حَتَّى كَبَا (¬3) لِذَلِكَ، وَعَرَفَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذلِكَ في وَجْهِهِ فَقَالَ: "يَا أَبَا مُوسَى اشْتَدَّ عَلَيْكَ مَا قَالَتْ هذِهِ السَّائِلَةُ؟ ".
قُلْتُ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، لَقَدْ شقَّ عَلَيَّ حِينَ اسْتَخَفَّتْ بِمَا قُلْتُ لَهَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللِّه - صلى الله عليه وسلم -.
فَقَالَ: "لاَ تُكَلِّمْهَا فَإنَّهَا جَبَّارَةٌ".
فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا هذِهِ فَتَكونَ جَبَّارَةً؟.
فَقَالَ: "إنْ لاَ يَكُنْ (¬4) ذلِكَ في قُدْرَتِهَا، فَإنَّهُ في قَلْبِهَا.
رواه الطبراني (¬5) في الكبير، وفيه بلال بن أبي بردة.
¬__________
(¬1) السنن -بفتح السين المهملة، والنون-: الطريقة والمثال والنهج.
(¬2) في (ظ): "كيف".
(¬3) يقال: كبا وجهه أو لونه: تغير من غيظ، أو من تراب.
(¬4) في (ظ): "إن لا يكون".
(¬5) في الجزء المفقود من معجمه الكبير، وما وجدته مسندًا في غيره.
ونسبه المتقي الهندي في الكنز 16/ 400 ص برقم (45103) إلى =

الصفحة 119