كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد (اسم الجزء: 2)

55 - (باب ما جاء في المراء)
709 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ،
710 - وَأَبِي أُمَامَةَ،
711 - وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَع،
712 - وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالُوا: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْماً وَنَحْنُ نَتَمَارَى (¬1) في شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ، فَغَضِبَ غَضَبَاً شَدِيداً لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ، ثُمَّ انْتَهَرَنَا فَقَالَ: "مَهْلاً يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، إنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهذَا، ذَرُوا الْمِرَاءَ لِقِلَّةِ (¬2) خَيْرِهِ،
ذَرُواْ الْمِرَاءَ، فَإنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يُمَارِي،
ذَرُوا الْمِرَاءَ، فَإنَّ الْمُمَارِي قَدْ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ،
ذَرُوا الْمِرَاءَ فَكَفَى الْمُمَارِي (¬3) إثْماً أَنْ لاَ يَزَالَ مُمَارِياً،
¬__________
(¬1) المراء: الجدال. والتماري، والمماراة: المجادلة على مذهب الشك والريبة.
وقال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/ 11: "وجه الحديث -يعني قوله - صلى الله عليه وسلم -: مراء في القرآن كفر- ليس على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ، على أن يقرأ الرجل على حرف فيقول له الآخر: ليس هكذا ولكنه كذا على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعاً ...
فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه، لم يؤمن -أو قال: يَقْمَنْ- أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى".
(¬2) في أصولنا جميعها: "لعله خيرة" وهو تحريف.
(¬3) ليست في (ش).

الصفحة 452