كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد (اسم الجزء: 2)

قَالَ: يَا نَبِيَّ الله، وَللإنْسِ شَيَاطِينٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} " [الأنعام: 112] ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ ".
قُلْتُ: بَلَى، جَعَلَنِي الله فدَاءَكَ (مص: 253).
قَالَ: "قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله" (¬1). قُلْتُ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي فَاسْتَبْطَأْتُ كَلاَمَهُ.
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، إنَا كُنَّا أَهْلَ جَاهِلِيَّةِ وَعِبَادَةِ أَوْثَانٍ، بَعَثَكَ الله رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، أَرَأَيْتَ الصَّلاَةً، مَا هِي؟.
قَالَ: "خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، مَنْ شَاءَ استَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَرَأَيْت الصِّيامَ، مَا هُو؟
قَالَ: "فَرْضٌ مَجْزِيٌّ".
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبيَّ الله، أَرَأَيْتَ الصَّدَقَةَ، مَا هِي؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ (¬2) مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ الله الْمَزِيدُ".
قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟. قَالَ: "سِرٌّ إلَى فَقِيرٍ، وَجَهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ".
قُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله، أَيُّ مَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ؟.
¬__________
(¬1) في (م) زيادة "العلي العظيم".
(¬2) في (ش): "فرض" وهو خطأ.

الصفحة 471