كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ت حسين أسد (اسم الجزء: 2)

فَقُلْتُ: إنِّي أَضْلَلْتُ لِي نَاقَتَيْنِ عَشْرَاوينِ، فَخَرَجْتُ أَتْبَعُهُما (¬1) عَلَى جَمَلٍ لِي، فَرُفِعَ لِي بَيْتَانِ في فَضَاءٍ مِنَ الَأرْضِ فَقَصَدْتُ قصْدَهُمَا، فوَجَدْتُ في أَحَدِهِمَا (¬2) شَيْخَاً كَبِيراً فَقُلْتُ: هَلْ أَحْسَسْتَ نَاقَتيْنِ عَشْرَاوينِ؟.
قَالَ: مَا نَارَاهُمَا (¬3)؟.
قُلْتُ: مَيْسَمُ بَنِي دَارِمٍ.
قَالَ: قَدْ أَصَبْنَا نَاقَتَيْكَ وَنَتَجْنَاهُمَا فَظَأَرْنَاهُمَا (¬4) وقَدْ نَعَشَ الله بِهِمَا أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ قَوْمِكَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ. فَبَيْنَا (¬5) هُوَ يُخَاطِبُنِي إذْ نَادَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْبَيْتِ الآخَرِ: وَلَدَتْ. قَالَ: وَمَا وَلَدَتْ؟ إنْ كَانَ غُلاَماً، فَقَدْ شَرَكَنَا في قَوْمِنَا -وَقَالَ الْبَزَارُ: فَقَدْ تَبَارَكْنَا في قَوْمِنَا- وإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً فَادْفُنَاها (¬6).
فَقَالَتْ: جَارِيَةٌ.
فَقُلْتُ: وَمَا (مص: 142) هذِهِ الْمَوْؤُودَةُ؟!.
¬__________
(¬1) في (ظ، م): "ابتغيهما".
(¬2) "في أحدهما" سقطت من (ظ).
(¬3) ما ناراهما: ما سمتهما التي وسمتا بها، وسميت السمة ناراً لأنها تكوى بالنار، والسمة: العلامة. يقال: نار الشيء: جعل عليه علامة تميزه.
(¬4) يقال: ظأر الناقة يظأَرُها، وأظأرها إذا عطفها على غير ولدها.
(¬5) في (ظ): "قال: فبينا".
(¬6) في (ش): "قال فنادهما" وهو خطأ.

الصفحة 92