كتاب الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

قلت: مع هذه المنزلة الرفيعة، لم يسلم عن الخطأ رحمه اللَّه تعالى تاريخه الكبير فيأتى ابن أبى حاتم الرازى صاحب كتاب الجرح والتعديل المتوفى سنة 327 هـ، فيستدرك عليه، فى كتابه بيان خطأ محمد بن إسماعيل البخارى فى التاريخ (¬1)، ثم يأتى الخطيب البغدادى المتوفى سنة 463 فيكتب كتابا مفصلا، ويسميه موضح أوهام الجمع والتفريق (¬2) كأنه يرد على ابن أبى حاتم فى كتابه الآنف الذكر، فى بعض المواضع، ويخطئ البخارى رحمه اللَّه تعالى فى مواضع أخرى، لم يشر إليها ابن أبى حاتم الرازى، وهكذا يأتى الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمى رحمه اللَّه تعالى فيكتب مقدمة جميلة للغاية، على كتاب الخطيب المذكور يدافع فيها عن الإمام البخارى رحمه اللَّه تعالى، ويذكر أوهام الخطيب الخفية.
كما وقع مثل هذا الخطأ بل أقبح منه، ما وقع عن الشيخ محمد زاهد الكوثرى: كتابه، تأنيب الخطيب على ما ساقه فى ترجمة أبى حنيفة من الأكاذيب (¬3) ثم استدرك عليه الشيخ العلامة الامام عبد الرحمن بن يحيى المعلمى فى كتابه الفذ "التنكيل بما فى تأنيب الكوثرى من الاباطيل" (¬4).
¬__________
(¬1) هو مطبوع بالهند الطبعة الأولى 1380 بتحقيق العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمى رحمه اللَّه.
(¬2) هو مطبوع بالهند فى جزئين متوسطين 1378 بتحقيق الشيخ المعلمى رحمه اللَّه.
(¬3) طبع الكتاب بمصر الطبعة الأولى، 1361.
(¬4) طبع الكتاب فى جزئين بدمشق نشره العالم السلفى الشيخ محمد نصيف رحمه اللَّه، الطبعة الأولى أعيد تصويره فى الرياض من قبل الرئاسة العامة لشئون الافتاء والدعوة بعدد كثير جدا.

الصفحة 26