قال أبو جعفر:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن عبيد اللَّه، عن ابن عمر، قال: لما توفى عبد اللَّه بن أبى ابن سلول، جاء ابنه عبد اللَّه إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسأله أن يعطه قميصه، يكفن فيه أباه، فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه، فقام عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، فأخذ بثوب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: ابن سلول تصلى عليه، وقد نهاك اللَّه أن تصلى عليه؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما خيرني ربي، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} وسأزيد على سبعين، فقال: إنه منافق، فصلى عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأنزل اللَّه: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (¬1).
¬__________
(¬1) تفسير ابن جرير الطبرى (205/ 10).
قلت: هذا الاسناد ضعيف لأن فيه سفيان بن وكيع بن الجراح وهو ساقط الحديث وأما المتن فقد روى من عدة طرق صحيحة واللَّه تعالى أعلم.
انظر الدر المنثور للسيوطى (264/ 3) وروح المعانى للألوسى (153 - 154/ 10) والتفسير الكبير للرازى (151 - 154/ 16) وزاد المسير لابن الجوزى (480 - 481/ 3) والتفسير لابن كثير مع البغوى (217 - 4120/ 2) والجامع لأحكام القرآن للقرطبى (218 - 223/ 8) أنه أشار رحمه اللَّه تعالى إلى جميع تلك الروايات التى تشعر بأن الآية نزلت فى عبد اللَّه بن أبى ابن سلول رأس المنافقين عند موته. انظر البحر المحيط لأبي حيان (81 - 82/ 5) وكتاب التسهيل لعلوم التنزيل للكلبى (218/ 2) والكشاف للزمخشرى (563/ 1) وظلال القرآن للسيد قطب رحمه اللَّه تعالى (104 - 105/ 10).
قلت: ان هذا النص قد روى عن طرق كثيرة حيث قد يكون من الأحاديث المتواترة واللَّه تعالى أعلم بالصواب. انظر لباب النقول فى اسباب النزول للسيوطى ص 122 وأنه أشار إِلى جميع تلك الروايات التى تعين السبب. انظر اسباب النزول للواحدى 173.