كتاب ديوان طرفة بن العبد

نبلاء السعي [الخفيف]
في مدح بني المنذر.
ورَكوبٍ تَعزِفُ الجِنُّ به ... قبلَ هذا الجيلِ، من عَهدٍ أبَدْ (¬1)
وَضِبابٍ، سَفَرَ الماءُ بها ... غَرِقَتْ أولاجُها غَيرَ السُّدَدْ (¬2)
فَهْيَ مَوتى، لَعِبَ الماءُ بها، ... في غُثاءٍ، ساقَهُ السّيلُ، عُدَد (¬3)
قد تَبَطّنْتُ بِطِرْفٍ هَيكَلٍ ... غَيرِ مَرباءٍ ولا جَأبٍ مُكَدّ (¬4)
قَائِداً قُدّامَ حَيٍّ سَلَفُوا ... غيرَ أنكاسٍ، ولا وُغْلٍ رُفُدْ (¬5)
نُبَلاءِ السّعْيِ، مِن جُرْثُومَةٍ ... تَترُكُ الدّنْيا، وتَنمي للبَعَدْ (¬6)
¬__________
(¬1) الركوب: الطريق الذي اعتاد الناس ركوبه. العزيف: صوت الجن. الجيل: الأمة من الناس. أبد: تقادم.
(¬2) الضباب: واحدها الضب وهو من الحبوانات. الأولاج: مفردها الولجة وهي المكان الذي يستتر الناس فيه اتقاءً للمطر. السدد: الماء المرتفع.
(¬3) الغثاء: ما يطفو على وجه الماء من النبات اليابس.
(¬4) تبطنت: أصبحت في بطنه. الطرف الهيكل: المهر الكريم الطويل. المرباء: الذي في مشيه ثقل. المد: المضروب بالسوط.
(¬5) الأنكاس: واحدها النكس وهو الجبان. الوغل: واحدها الوغيل وهو الضعيف. الرفد: مفردها الرفود وهو الكريم الجواد.
(¬6) الجرثومة: الأصل. الدنيا: الأشياء الصغيرة. تنمي: ترتفع.

الصفحة 30