كتاب ديوان طرفة بن العبد

وإذا المُغِيرَةُ للهِياجِ، غدتْ ... بسُعارِ موتٍ، ظاهِرٍ ذُعُرُهْ (¬1)
وَلّوْا، وأعْطَونا الذي سُئِلوا ... من بَعدِ مَوتٍ، ساقِطٍ أُزُرُهْ (¬2)
إنَّا لنَكسوهُمْ، وإنْ كرِهُوا ... ضرْباً، يَطيرُ، خِلالَهُ، شرَرُهْ
والمَجْدُ نَنْمِيه ونُتْلِدُه ... والحمدُ في الأكْفاءِ ندَّخِرُهْ (¬3)
نَعْفو، كما تَعْفو الجِيادُ، على ... العِلَّاتِ، والمخذُولُ لانَذَرُهْ (¬4)
إِنْ غابَ عنهُ الأَقْرَبُونَ، ولم ... يُصْبَحْ، بِرَيِّقِ مائهِ، شَجَرُهْ
إنّ التّباليَ في الحياة، ولا ... يُغْني نَوائِبَ ماجِدٍ عُذَرُهْ (¬5)
كُلُّ امرئٍ، فيما ألَمَّ به ... يَوْماً، يَبِينُ منَ الغِنى فُقُرُهْ (¬6)
¬__________
(¬1) المغيرة: الإبل التي تغير على الأعداء. الموت السعار: الموت الشديد. الذعر: الخوف.
(¬2) الأُزُر: مفردها الإزار وهو الثوب الواسع.
(¬3) ننميه: نرفعه. نتلده: نجعله أصيلاً وقديماً.
(¬4) المخذول: الذي لا نصير له. ندره: ندعه ونترمه.
(¬5) التبالي: الاهتمام. النوائب: مفردها النائبة وهي المصيبة.
(¬6) ألمّ به: أصابه.

الصفحة 36