كتاب الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك

الدليل السابع: قوله تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم) (¬1) . (¬2) فذكر تبارك وتعالى، أنه نزل على المؤمنين (¬3) في الكتاب: أنهم (¬4) إذا سمعوا آيات الله يكفر بها، ويستهزأ بها فلا يقعدوا معهم، حتى يخوضوا في حديث غيره. وأن من جلس مع الكافرين بآيات الله، المستهزئين بها في حال كفرهم واستهزائهم: فهو (¬5) مثلهم. ولم يفرق بين الخائف وغيره. إلا المكره.
هذا وهم في بلد واحد، في أول الإسلام (¬6) . فكيف بمن كان في سعة الإسلام وعزه وبلاده، فدعا الكافرين بآيات الله المستهزئين بها إلى بلاده، واتخذهم أولياء وأصحاباً وجلساء، وسمع (¬7) كفرهم واستهزاءهم واقرهم، وطرد أهل التوحيد وأبعدهم؟ !!.
¬_________
(¬1) سورة النساء آية 140
(¬2) ما بينهما ساقطة من (ع)
(¬3) الذي أحيل عليه في هذه الآية، من النهي في ذلك: هو قوله تعالى، في سورة الأنعام: (وإذا رأيت الذين يخوضون في ءاياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) انتهى من تفسير ابن كثير 1/567.
(¬4) (م) ساقطة.
(¬5) الأصل (ع) فهم.
(¬6) ولا يخفى ما يكتنف البدايات من افتقار إلى المساندة والدعم، لاسيما في البلاد التي انبثقت منها الدعوة. ومع كل هذا، كان موقف الإسلام صريحاً منذ الوهلة الأولى.
(¬7) (ط) مع

الصفحة 37