كتاب الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك

كثير منهم، هو هذا (¬1) العذر الذي ذكره الله عن الذين في قلوبهم مرض. ولم يعذرهم به؛ قال الله تعالى: (فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * ويقول الذين ءامنوا هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين) (¬2) ثم قال تعالى: (يأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) (¬3) فأخبر تعالى، أنه لابد عند وجود المرتدين: من وجود المحبين المحبوبين المجاهدين. ووصفهم بالذلة والتواضع للمؤمنين، والعزة والغلظة والشدة على الكافرين.
بضد من كان تواضعه وذله (¬4) ، ولينه: لعباد القباب، وأهل القحاب واللواط. وعزته، وغلظته: على أهل التوحيد (¬5) والإخلاص!!!.
فكفى بهذا دليلاً (¬6) على كفر من وافقهم.
وإن ادعى أنه خائف؛ فقد قال تعالى (ولا يخافون لومة لائم) .
وهذا بضد من يترك الصدق، والجهاد: خوفاً من المشركين.
ثم قال تعالى: (يجاهدون في سبيل الله) (¬7) . أي: في توحيده، صابرين على ذلك ابتغاء وجه ربهم؛ لتكون كلمته (¬8) هي العليا
¬_________
(¬1) (م) هذا هو.
(¬2) سورة المائدة الآيتان 52 - 53
(¬3) سورة المائدة آية 54
(¬4) (م) : وذله. ساقطة.
(¬5) (م) لأهل.
(¬6) (م) دليل. تحريف.
(¬7) سورة المائدة آية 54.
(¬8) (ط) (م) (ع) (ر) كلمة الله.

الصفحة 53