‹ صفحة 144 ›
وظائف الأعضاء ومثالها مثال الملك:
(وذلك أن الأجسام الانسانية جعلت على مثال الملك فملك الجسد هو القلب (1) والعمال العروق والأوصال والدماغ.
وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد، والأعوان يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذناه، وخزانته معدته وبطنه، وحجابه صدره، فاليدان عونان يقربان ويبعدان ويعملان على ما يوحي إليهما الملك، والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء.
والعينان يدلان على ما يغيب عنه لأن الملك وراء حجاب لا يوصل إليه إلا بهما، وهما سراجاه أيضا وحصن الجسد وحرزه.
___________________
(1) وردت في القلب والأعضاء الأخرى أحاديث كثيرة. وقد جمعها الامام السيوطي في كتابه: المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي ووضعها تحت عناوين مختلفة أهمها: ذكر الأعضاء الرئيسية والخادمة المرؤوسة. قال: أخرج البخاري (في صحيحه، كتاب الايمان) ومسلم وابن السني وأبو نعيم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. وأخرج ابن السني (في الطب النبوي) وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد) قال محقق كتاب السيوطي الدكتور حسن الأهدل: في إسناده رشدين بن سعد المهري وهو ضعيف. وأخرج ابن السني (في الطب النبوي) وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده وإذا فسد الملك فسدت جنوده. الأذنان قمع، والعينان مسلحة، واللسان ترجمان، واليدان جناحان والرجلان بريدان، والكبد رحمة، والطحال ضحك والكليتان مكر والرئة نفس) . قال المحقق الأهدل وهو حديث ضعيف فقد أورده الذهبي في الميزان (ج 1 / 578) واستنكره. وهو في اللآلي (ج 1 / 95 - 96) فأورد طرقه كلها وهي ضعيفة.
وفي فيض القدير (ج 4 / 539) يسنده إلى الإمام أحمد: هكذا جاء موقوفا (أي على أبي هريرة) ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. . وهذا الحديث أورده بلفظ مقارب الإمام علي الرضا المذكور أعلاه. واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن كعب قال: أتيت عائشة رضي الله عنها فقلت: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الانسان؟ ، وانظري هل يوافق نعتي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: (انعت. قال: عيناه هاديان وأذناه قمع، ولسانه ترجمان، ويداه جناحان، ورجلاه بريدان، وكبده رحمة أو قال: رأفة، ورئتاه نفس، وطحاله ضحك، وكليتاه مكر، والقلب ملك، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده. قالت: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الانسان) . قال المحقق الدكتور حسن المقبولي الأهدل (الحديث من رواية بقية بن الوليد، وهو مدلس عن الضعفاء، وبقية يرويه عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني، أبي العباس الأردني صدوق يخطئ كثيرا) ثم ذكر رواته وانتهى إلى القول: والحديث ضعيف.
وهذا الحديث موافق لما ذكره الإمام علي الرضا إلا أن الرضا لم يذكر الكبد والطحال والكلى والرئتين. وأخرج أبو نعيم في الحلية (ج 3 / 197) عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان، ولولا ذلك لذابتا، وجعل المرارة في الاذنين حجابا من الدواب ولولا ذلك ما دخلت الرأس دابة إلا التمست الوصول إلى الدماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وجعل الحرارة في المنخرين فيستنشق بها الريح ولولا ذلك لأنتن الدماغ وجعل العذوبة في الشفتين يجد بهما طعم كل شئ ويسمع الناس حلاوة منطقه. وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير وأبو الشيخ في العظمة عن جعفر بن محمد قوله. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبزار، والبيهقي في شعب الايمان، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسألن رجلا حاجة بليل ولا تسألن أعمى حاجة، فإن الحياء في العينين) . . وأخرج الحكيم الترمذي والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (إذا سألت رجلا حاجة فألقه بوجهك، فإن الحياء في العينين) .