كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 147 ›
واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع يحب ما يشاكلها فاغتذ ما يشاكل جسدك. . ومن أخذ من الطعام زيادة لم يفده، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص نفعه، وكذلك ما سبيلك أن تأخذ من الطعام كفايتك في إبانه (*) ، وارفع يديك منه وعندك إليه (* *) ميل فإنه أصلح لمعدتك وأذكى لعقلك وأخف على جسمك (1) .
___________________
(1) موضوع الاعتدال في الطعام والشراب وفي الأمور كلها أمر قد حث عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة أيما حث. قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) (الأعراف 31) . وأخرج الإمام أحمد في مسنده (ج 4 / 132) والترمذي في سننه (ج 7 / 51، 52) وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن حبان وابن السني (في الطب النبوي) والحاكم (في المستدرك) وصححه وأبو نعيم في الطب النبوي والبيهقي في شعب الايمان، عن المقدام بن معديكرب، رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه. حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) . وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن عائشة رضي الله عنها قالت: (رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آكل في يوم مرتين فقال: يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك! أكثر من أكلة كل يوم سرف، والله لا يحب المسرفين) . قال البيهقي في إسناده ضعف. وأخرج أبو نعيم (في الطب النبوي) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إياكم والبطنة من الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم وعليكم القصد فيهما، فإنهما أصلح للجسد) .
(*) في كتاب رمز الصحة: (في أيامه) .
(* *) في كتاب رمز الصحة: وارفع يديك منه وبك إليه قرم (أي الميل) .
وأخرج ابن السني (في الطب النبوي) وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن عبد الرحمن بن المرقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يخلق وعاء إذا ملئ شر من بطن، فإذا كان ولا بد فاجعلوها ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس (وفي رواية للريح) .
قال الدكتور حسن الأهدل في تحقيقه لكتاب المنهج السوي والمنهل الروي للسيوطي إن عبد الرحمن بن المرقع مجهول. وفي مجمع الزوائد قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه المحبر بن هارون ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أصل كل داء البردة) والبردة: التخمة وثقل الطعام على المعدة. وروي أيضا عن أبي سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهم جميعا. وأخرج البيهقي في شعب الايمان من طريق الحميدي عن سفيان بن أبجر عن أبيه قال: المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه، فما ورد فيها بصحة صدر بصحة وما ورد فيها بسقم صدر بسقم. . وروى البيهقي بسنده مثله مرفوعا عن أبي هريرة إلا أنه قال: (المعدة حوص البدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم) .

الصفحة 147