كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 15 ›
الله ليسبغها عليهم، ورحمة من الله وفضلا. قال ابن تيمية: (وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه صحاح أن الله لما أنزل عليه (إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) سأل الصحابة: كيف يصلون عليه فقال: (قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .
وفي حديث صحيح: (اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته) .
وقال شيخ الاسلام الإمام ابن تيمية:
(وقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة رضي الله عنها: أن هذه الآية لما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ، أدار النبي صلى الله عليه وسلم كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) . وسنته صلى الله عليه وسلم تفسر كتاب الله وتبينه، وتدل عليه وتعبر عنه. فلما قال: (هؤلاء أهل بيتي مع أن سياق القرآن يدل على أن الخطاب مع أزواجه، علمنا أن أزواجه، وإن كن من أهل بيته كما دل عليه القرآن، فهؤلاء أحق بأن يكونوا أهل بيته لأن صلة النسب أقوى من صلة الصهر.
والعرب تطلق هذا البيان للاختصاص بالكمال، لا للاختصاص بأصل الحكم، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، وإنما المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يتفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس إلحافا) . بين بذلك: (أن هذا مختص بكمال المسكنة، بخلاف الطواف فإنه لا تكمل فيه المسكنة) ثم أورد العبارة المذكورة أعلاه.
... ابن جرير الطبري:
وقد ذكر الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره (1) يقول الله تعالى: (إنما
___________________
(1) ابن جرير (أبو جعفر محمد بن جرير الطبري) : جامع البيان في تفسير القرآن، دار المعرفة (سورة الأحزاب) ج 22: 5.

الصفحة 15