كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 154 ›
وكذلك فقم (1) من مضجعك على شقك الأيمن كما بدأت به عند نومك وعود نفسك القعود من الليل ساعتين وادخل الخلاء لحاجة الانسان والبث فيه بقدر ما تقضي حاجتك ولا تطل فيه فإن ذلك يورث داء الفيل (2) .
السواك (3)
___________________
(1) المقصود من هذه العبارة هو أن تقوم من النوم وأنت على الشق الأيمن الذي بدأت به النوم والاضطجاع. قال الموسوي الأصفهاني في كتابه رمز الصحة (وهذا أيضا موافق لقول الأطباء، وعللوه بانحدار الكيلوس وهو الغذاء المهضوم إلى الكبد) .
وهو كلام يوافقه الطب الحديث. ثم قال معلقا على موضوع النوم: (وهذا التفصيل مخالف لظواهر كثير من الأخبار الدالة على أن النوم على اليمين أفضل مطلقا، ولو كان هذا الخبر معادلا لها في السند، لأمكن حملها عليه) .
وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم نوم المنبطح. فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة في سننه عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال: (قم) .
والنوم على البطن منبطحا هو أسوأ طرق النوم ويضغط على المعدة وعلى الصدر. ولا ينصح به الأطباء اليوم.
(2) لا علاقة لداء الفيل بالمكث في الخلاء إلا بطريق غير مباشر. فمن المعلوم أن داء الفيل سببه طفيلي الفلاريا الذي تنقله البعوضة. وتعتبر أماكن الخلاء من أماكن تواجد الناموس (البعوض) وتكاثره. فإذا انكشف الساق والفخذ وخزته البعوضة ونقلت بذلك طفيلي الفلاريا الذي يسكن في الأوعية للمفاوية فيسدها ويؤدي بذلك إلى تضخم الساق والقدم والفخذ أو كيس الصفن حتى تصير مثل قدم أو ساق الفيل في الضخامة، ولذا دعي هذا الداء: داء الفيل.
(3) السواك: بالكسر (أفصح) وهو يطلق على الفعل أي على عملية الاستياك وعلى الآلة: أي المسواك.
وقد وردت في فضائل السواك أحاديث كثيرة نذكر منها ما يلي:
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) رواه البخاري ومسلم. وابن حيان في صحيحه إلا أنه قال: (مع الوضوء عند كل صلاة) . ورواه أحمد وابن خزيمة في صحيحه ولفظه (لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) .
* عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) رواه الطبراني في الأوسط.
* عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون) رواه أحمد بإسناد جيد.
* ورواه الطبراني في الكبير والبزار من حديث العباس بن عبد المطلب.
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يذكر السواك حتى خشيت أن ينزل فيه قرآن) أخرجه أبو يعلى.
* عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي) رواه الطبراني.
* عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك) رواه أبو نعيم بإسناد حسن.
* عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك) . رواه أبو نعيم بإسناد جيد.
* عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض على أمتي. ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم. وإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي) أخرجه ابن ماجة.

الصفحة 154