كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 158 ›
وإتيان الحايض يورث الجذام في الولد (1) ، والجماع من غير إهراق الماء على أثره يوجب الحصاة (2) . والجماع بعد الجماع من غير فصل بينهما بغسل يورث في الولد الجنون (3) وكثرة أكل البيض وإدمانه يولد الطحال ورياحا في رأس المعدة (4) ، والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو والابتهار (5) ، وأكل اللحم الني يولد الدود في البطن (6) ، وأكل التين يقمل منه الجسد إذا أدمن عليه (7) . وقال عليه السلام: وشرب الماء البارد عقب الشئ الحار أو الحلاوة يذهب بالأسنان (8) ، والاكثار من لحوم الوحش والبقر يورث تغير العقل وتحير الفهم وتبلد الذهن وكثرة النسيان (9) . الحمام: وإذا أردت دخول الحمام ولا تجد في رأسك ما يؤذيك، فابدأ عند دخول الماء بخمس جرع من الماء الفاتر فإنك تسلم بإذن الله تعالى من وجع الرأس والشقيقة، وتصب خمس مرات الماء الحار على رأسك (10) .
___________________
(1) إتيان الحائض لا يورث الجذام، ولكنه يسبب التهابات في الجهاز التناسلي والبولي لدى المرأة والرجل (انظر كتابنا خلق الانسان بين الطب والفقه، ودورة الأرحام، وهل هناك طب نبوي؟ فصل الحكمة من منع الجماع في الحيض، وكلها من إصدار الدار السعودية جدة) .
(2) ينصح القدماء بالتبول بعد الجماع وهو أمر كان الطب الحديث قد أهمله. وقد ظهرت بعض الأبحاث التي تنصح بذلك بالنسبة للمرأة وأن هذا التبول يقلل من حدوث التهابات المجاري البولية. والامر كذلك بالنسبة للرجل.
(3 - 4) لا أصل له في الطب الحديث.
(5) أكل البيض (مسلوقا أو غير مسلوق) قد يسبب حدوث نوبة ربو لمن لديهم حساسية. ويقصد المصنف بالابتهار: ضيق النفس (النهج ويطلق عليه العامة النهجان والكتمة) .
(6) أكل لحم البقر غير المطهو جيدا قد يسبب الدودة الشريطية. أما لحم الخنزير فيسبب الدودة الشريطية من نوع أخبث ويسبب أنواعا أخرى من الديدان (انظر كتابنا: الاسرار الطبية والاحكام الفقهية في تحريم الخنزير، إصدار الدار السعودية جدة) .
(7) غير صحيح.
(8) هذا أمر صحيح ولا شك فيه.
(9) لا أصل له في الطب الحديث.
(10) وردت إضافة في كتاب رمز الصحة للسيد محمود الموسوي وهي غير موجودة في كتاب السيد مهدي الخرسان: طب الرضا ونصها:
(اعلم يا أمير المؤمنين أن الحمام ركب على تركيب الجسد. للحمام أربعة بيوت مثل أربع طبايع الجسد: البيت الأول: بارد يابس (مثل المرة السوداء) ، والثاني: بارد رطب، (مثل البلغم) ، والثالث، حار رطب (مثل الدم) ، والرابع حار يابس (مثل المرة الصفراء) .
ومنفعة الحمام عظيمة: يؤدي إلى الاعتدال وينقي الدرن (الوسخ) ، ويلين العصب والعروق، ويقوي الأعضاء الكبار (كالرأس والفخذ والرجل واليد) ويذيب الفضول، ويذهب العفن. وإذا أردت أن لا يظهر في بدنك بثرة ولا غيرها، فابدأ عند دخول الحمام بدهن البنفسج. وإذا أردت استعمال النورة ولا يصيبك قروح ولا شقاق ولا سواد، فاغتسل بالماء البارد قبل أن تتنور. ومن أراد دخول الحمام للنورة فيجتنب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة. وهو تمام يوم، وليطرح في النورة شيئا من الصبر (Aloe Vera) والأقاقيا والحضيض (أسماء لنباتات) ، ويجمع ذلك ويأخذ منه اليسير إذا كان مجتمعا أو متفرقا. ولا يلقي في النورة شيئا من ذلك حتى تماث (أي تخلط بالماء) النورة بالماء الحار الذي طبخ فيه بابونج (عشب طبي معروف) ومرزنجوش (عشب طبي) ، أو ورد بنفسج يابس، أو جميع ذلك أجزاء يسيرة مجموعة أو متفرقة بقدر ما يشرب الماء. وليكن الزرنيخ (مادة سامة Cyanide) مثل سدس النورة. ويدلك الجسد بعد الخروج منها بشئ يقلع رائحتها كورق الخوخ وثجير (أي خليط) العصفر والحناء والورد والسنبل، مفردة أو مجتمعة. (ومن أراد أن يأمن إحراق النورة فليقلل من تقليبها (أي عند عملها لأنها تشتد حرارتها بالتقليب) ، وليبادر إذا عمل (أي طلى بها جسده) في غسلها، وأن يمسح البدن بشئ من دهن الورد. فإن أحرقت النورة يؤخذ عدس مقشر، بسحق ناعما ويداف (يخلط) في ماء ورد وخل. ويطلي به الموضع الذي أثرت فيه النورة فإنه يبرأ بإذن الله تعالى. والذي يمنع من آثار النورة في الجسد هو أن يدلك الموضع بخل العنب الثقيف (أي الشديد الحموضة) ودهن الورد دلكا جيدا.

الصفحة 158