كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 167 ›
...............................................................
______________
وقد ذكر الدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد قرقوز في كتابهما (مع الطب في القرآن) فوائد الرطب ومن ذلك كونه من المواد الملينة، وأنه يحتوي على مادة مشابهة لمادة الأوكسي توسن Oxy Tocin التي تساعد على الولادة وانقباض الرحم ومنع النزف بعد الولادة في فترة النفاس. وإذا صح ذلك فإنه يمكن أن ينطبق أيضا على البواسير التي تنزف فيساعد الرطب والتمر بما يحويه من مواد مانعة للنزف. وربما كانت في التمر والرطب مواد قابضة للأوعية الدموية Vasoconstrictor ومقوية لهذه الأوردة التي تتجمع في الشرج فتنزل مسببة البواسير. ولا مجال ها هنا للحديث عن فوائد التمر وما يحتويه من عناصر غذائية هامة مثل السكريات والنشويات والبروتينات والأملاح والمعادن والفيتامينات والماء والسيليولوز. . . ولكن ننبه هنا إلى أهمية فيتامين ج خاصة في تقوية جدر الأوعية الدموية ومادة الكالسيوم والفيتامينات الأخرى في منع النزف أو التقليل من حدوثه. . . وهو أمر متعلق بموضوع البواسير الذي أشار إليه الإمام علي الرضا. وقد تحدث القرآن الكريم في آيات كثيرة عن النخل وتمرها بل ذكر الله سبحانه وتعالى نواة التمر وغلافها الخفيف (القطمير) وذكر النقرة الموجودة في النواة (النقير) ونوه بفوائد الرطب وخاصة للنفساء قال تعالى في سورة مريم (فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا. فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا. وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا. فكلي واشربي وقري عينا. . .) (مريم 23 - 26) .
كما وردت أحاديث نبوية كثيرة جدا في التمر وفوائده وأهميته الغذائية نذكر منها على سبيل المثال قوله صلى الله عليه وسلم: (بيت لا تمر فيه جياع أهله) أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده وأبو داود والترمذي وابن ماجة في سننهم كلهم عن عائشة رضي الله عنها.
وفي سنن النسائي وابن ماجة من حديث جابر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (العجوة من الجنة وهي شفاء السم) وثبت في الصحيحين البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (من تصبح بسبع تمرات (وفي لفظ من تمر العالية) لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) .
وروى مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: (من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها (أي المدينة) حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي) . وفي لفظ له (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) . والعجوة من أفضل تمر المدينة.
وكان صلى الله عليه وسلم يحنك المواليد من أهل المدينة بالتمر ويدعو لهم بالبركة وبعض هؤلاء المواليد يتلمض التمرة في فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك: (أبت الأنصار إلا حب التمر) (أخرج البخاري في كتاب العقيقة أحاديث عدة في هذا الباب) .
وشبه النبي صلى الله عليه وسلم المسلم بالنخلة (من الشجرة شجرة تكون مثل المسلم وهي النخلة) . أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، لكثرة بركتها وخيرها.
وثبت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعيش هو وأهل بيته الشهر والشهرين على الأسودين التمر والماء. (أخرجه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها) .
وأمر صلى الله عليه وسلم أن يفطر على رطبات فإن لم يكن فتمرات فإن لم يجد فيحسو الماء، وكان ذلك فعله صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) .
ولا مجال ها هنا للتوسع في ذكر فوائد التمر ويكفي أن نحيل القارئ الكريم إلى كتاب جامع في هذا الباب وهو كتاب (الاعجاز الطبي في القرآن والأحاديث النبوية: الرطب والنخلة) للدكتور عبد الله عبد الرزاق السعيد إصدار الدار السعودية، جدة 1985، وكتاب فسلجة وتشريح ومورفولجي نخلة التمر للدكتور جبار حسن النعيمي والدكتور الأمير عباس جعفر، كلية الزراعة جامعة البصرة وكتاب (النخيل) إصدار وزارة الزراعة، المملكة العربية السعودية وكتاب (النخيل) لعبد اللطيف واكد، القاهرة. وكتاب نخلة التمر للدكتور عبد الجبار البكر، العراق وكتاب (غذاؤك حياتك) للدكتور محمد علي الحاج وكتاب (مع الطب في القرآن) للدكتور عبد الحميد دياب والدكتور أحمد قرقوز.
وفيما ذكرنا غنية والكتب والمقالات في موضوع النخلة وثمرها في ازدياد كل يوم، ويعسر حصرها.

الصفحة 167