كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 168 ›
الزنجبيل لمعالجة النسيان وتقوية الذاكرة:
ومن أراد أن يقل نسيانه ويكون حافظا فليأكل ثلاث قطعات زنجبيل مربا بعسل ويصطنع بالخردل مع طعامه في كل يوم (1) .
ومن أراد أن يزيد في عقله يتناول كل يوم ثلاث هليلجات بسكر إبلوج.
______________
(1) لم يرد في الزنجبيل سوى حديث ذكره السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي تحت عنوان استعمال الجوارش (والجرش الشئ الخشن) قال: وأخرج ابن السني وأبو نعيم والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ملك الهند أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا، فيما أهدى إليه جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة قطعة، وأطعمني قطعة. قال الحاكم: لم أحفظ في أكل الزنجبيل سواه. والحديث ضعيف ضعفه الذهبي وقال الهيثمي: فيه عمرو بن حكام، وعمرو بن حكام تركه البخاري وضعفه هو وغيره. وقد مدح الله سبحانه وتعالى الشراب الممزوج بالزنجبيل وهو من شراب أهل الجنة قال تعالى: (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) (الانسان 17) . وذكر ابن القيم في الطب النبوي فوائد الزنجبيل نقلا عن كتب الأطباء فقال: (الزنجبيل معين على هضم الطعام ملين للبطن تليينا معتدلا. نافع من سدد الكبد، معين على الجماع. وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة. ويقع في المعجونات التي تحلل البلغم. والمزي منه حار يابس، يهيج الجماع ويزيد المني ويعين على الاستمراء وينشف البلغم ويطيب النكهة ويدفع به ضرر الأطعمة الغليظة الباردة) . ويستخدم الزنجبيل في الطب الصيني لمداواة السعال وانتفاخ البطن والحرارة وآلام أسفل الظهر، ويشربه الأفارقة كمقو جنسي وفي غينيا الجديدة يستعمله النساء كمانع للحمل (أنظر كتاب قبسات من الطب النبوي للدكتور حسان شمس باشا، مكتبة السوادي جدة) . وفي الطب الحديث أظهرت الدراسات العلمية كما يقول الدكتور حسان شمس باشا (أن للزنجبيل الطازج تأثيرات دوائية عديدة فهو مضاد للاقياء (القئ) ومقو للقلب، ومضاد للمغص ومسيل للعاب والافرازات المعدية ومضاد للهستامين. وذكر غوجرال (1978) أن للزنجبيل تأثيرا مضادا للاختلاج وهو خافض للكوليسترول. وقد وصف هيكينو (Hikino) عام 1983 أن للزنجبيل المعامل المبخر تأثيرات فسيوليجية أيضا فهو مسكن وله تأثير مضاد للاقياء (القئ) ومحرض للقلب. (ويتركب الزنجبيل من السينيول Cineole، والجنجبرين Gingiberene والزنجبرول Zingiberol والجنجبرول والشاغول (Shagool) . والمادتان الأخيرتان مسؤولتان عن الطعم اللاذع للزنجبيل، ولهما أيضا الخصائص المهدئة المركزية للدماغ والمضادة للحرارة. ولعل هذه النقطة الأخيرة هي التي أشار إليها الإمام علي الرضا بقوله (ومن أراد أن يقل نسيانه فليأكل ثلاث قطعات زنجبيل مربا بالعسل ويصطنع بالخردل مع طعامه كل يوم) . وتذكر بعض الأبحاث الحديثة (نقلا عن الدكتور حسان شمس باشا) أن للزنجبيل تأثيرا مشابها لتأثير دواء القلب المشهور الديجوكسين digoxin وأن الزنجبيل يضاد البروستا جلاندين وهو بذلك مماثل للاسبرين وأدوية الروماتيزم مثل الفولتارين والاندوسين. الخ. ولذا فهو مهم في علاج الرثية وآلام المفاصل وهو كذلك مفيد لعلاج دوار السفر، بل أثبتت التجربة أنه أفضل من حبوب الدرامامين Dramamine التي تعطى لمعالجة دوار السفر، وقد نشرت ذلك مجلت اللانست الطبية البريطانية المشهورة. وقد أكد كاتب المقال في ختام حديثه ذلك بقوله: (ليس هناك شك في فعالية الزنجبيل في علاج دوار السفر) . ونشرت مجلة Medical Hypothesis عام 1986، كما ينقله عنها الدكتور حسان شمس باشا، مقالا جاء فيه أن الزنجبيل لا يمنع تجمع صفائح الدم Platlets فحسب ولكنه أيضا يمنع الأنزيم - Thrombox ane Synthetase الذي يساعد على تخثر الدم. وبالتالي فإن الزنجبيل يساعد على منع حدوث جلطات الدماغ والقلب والأطراف. وأكد ذلك كثير من الأبحاث السابقة واللاحقة ومنها مقال نشرته مجلة of Medicine New England J 0 الأمريكية المشهورة كتبه الباحث الدكتور دورسو (انظر كتاب قبسات من الطب النبوي للدكتور حسان شمس باشا) .

الصفحة 168