كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 172 ›
منه شيئا إذا أدركه الشم يعطس ومنه شئ يسكر وله عند الذوق حرافة شديدة فهذه الأنواع من العسل قاتلة (1) .
شم النرجس والحبة السوداء وقاية من الزكام:
ولا تؤخر شم النرجس فإنه يمنع الزكام مدة أيام الشتاء وكذلك حبة السوداء (2) .
______________
(1) لم أقف على شئ من أضرار العسل، ولا يكون العسل مسكرا إلا إذا تخمر وهو ما يعرف بالبتع Meed. ولعل هناك نوعا إذا شمه الانسان يعطس لوجود بعض الفطريات فيه؟ قال ابن سينا في القانون (ومن العسل جنس حريف سمي. . . . وشم الحريف السمي منه يذهب العقل فكيف أكله. . والحريف من العسل الذي يعطس شمه وأكله يورث ذهاب العقل.
(2) الحبة السوداء (حبة البركة، الشونيز) ، Nigella Sativa لها فوائد عديدة. وقد اهتم بها الأطباء القدماء وأطنبوا في خصائصها وفوائدها. وكاد الطب الحديث أن يهملها إهمالا تاما. ثم ظهرت بعض الأبحاث الطبية التي تتحدث عن فوائد الحبة السوداء في علاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي (الدخاخني ومحفوظ مجلد أبحاث مؤتمر الطب الاسلامي 411: 42. Egypt Pharm Bull 1960 والدكتور أحمد القاضي وزملاؤه (مؤتمر الطب الاسلامي الرابع والخامس) . . . ووضع الدكتور حسان شمس باشا كتابا بعنوان الاستشفاء بالحبة السوداء بين الاعجاز النبوي والطب الحديث (مكتبة السوادي جدة) جمع فيه الأبحاث المنشورة في المجلات والكتب الطبية مع ما هو مذكور في كتب الطب النبوي والكتب الطبية القديمة. وهو بذلك أشمل مرجع في هذا الموضوع حتى تاريخ نشره 1990) . وقد وضع فيه فصلا بعنوان الحبة السوداء والزكام. وقد نقل فيه ما جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني، قال: (أخرج المستغفري في كتاب الطب (النبوي) عن عبيد الله بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن هذه الحبة السوداء فيها شفاء. . . .) الحديث قال: وفي لفظ قيل: وما الحبة السوداء؟ قال: الشونيز (وهو لفظ فارسي اشتهر آنذاك وتسمى في مصر حبة البركة) قال: وكيف أصنع بها؟ قال: تأخذ إحدى وعشرين حبة فتصرها في خرقة ثم تضعها في ماء ليلة، فإذا أصبحت قطرت في المنخر الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين، فإذا كان من الغد قطرت في المنخر الأيمن اثنتين وفي الأيسر واحدة، فإذا كان اليوم الثالث قطرت في الأيمن واحدة وفي الأيسر اثنتين) .
ويقول الدكتور الفاضل العبيد عمر في كتابه الحبة السوداء في الطب الشعبي (مكتبة دار المطبوعات الحديثة جدة، 1990) : (لعلاج نزلات البرد يضاف زيت الحبة السوداء (ملعقة كبيرة) إلى ماء غال، وعلى المريض أن يستنشق البخار الصاعد منه، ورأسه مغطى ببطانية أو نحو ذلك، ويستحسن تكرار ذلك صباحا ومساء إلى أن يتم الشفاء بإذن الله) .
وقال ابن القيم (ويشفي الشونيز من الزكام إذا دق وصر في خرقة، واشتم دائما)
وقال ابن سينا عنها: (وينفع من الزكام خصوصا مقليا مجعولا في صرة من كتان وتستخدم الحبة السوداء في معالجة الربو والتهابات الجهاز التنفسي. وقد لاحظ ابن سينا منذ ألف عام تقريبا في كتابه القانون (أن الحبة السوداء مقشعة وتنفع من انتصاب النفس) (أي الربو) .
ويقول الدكتور ناظم نسيمي في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) : لقد لوحظ أن بعض المرضى من سكان البحر الأبيض المتوسط، حيث يكثر نبات الحبة السوداء، يتعاطون الزيت المستخرج من بذور الحبة السوداء للعلاج من الأزمات الصدرية والسعال، وخاصة لدى العامة في مصر إلا أن طعم الزيت لا يستسيغه الكثير، فضلا عما له من تأثير مهيج في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي.
وقد تمكن أخيرا فريق من الباحثين في جمهورية مصر العربية، وعلى رأسهم الدكتور محمد المحفوظ والدكتور محمد الدخاخني من فصل المركب الفعال لهذا الزيت في حالة نقية وخالية من التأثيرات المهيجة للأغشية، كما أثبت هؤلاء الباحثون خلو (هذا) المركب من أي تأثير سام أو ضار وسموه نيجللون (Nigellone) .
ولقد تم تحضير هذا المركب في شركة مصر للمستحضرات الطبية بشكل نقط ثم بشكل أقراص (10 - 15 نقطة أو قرصا ثلاث مرات يوميا) .
وقد أثبتت الأبحاث المتعددة فائدة مادة النيجللون في علاج الربو والنزلات الشعبية (مؤتمر الطب الاسلامي، المجلد الثاني: 595 - 600 بحث الدكتور الدخاخني. والمجلد الرابع ص 344 - 348 بحث الدكتور أحمد القاضي) .
ويذكر الأستاذ الدكتور محمود درويش في بحث مقدم لمؤتمر الطب الاسلامي المجلد الرابع ص 359 أنه قد ثبت أن لمركب النيجللون تأثيرا مرخيا في العضلات وبالتالي يفيد في حالات الربو والمغص الكلوي. وسيضيق بنا المجال لو تتبعنا فوائد الحبة السوداء في جهاز المناعة وبقية أجهزة الجسم الأخرى.

الصفحة 172