كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 174 ›
...............................................................
______________
(هـ‍) وأخرج ابن السني وأبو نعيم (في الطب النبوي) ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا تطيلوا الجلوس في الشمس فإنها تغير اللون وتقيض الجلد وتبلي الثوب وتبحث الداء الدفين) . قال المحقق: عثمان بن الضحاك المدني ضعفه أبو داود (أنظر كتاب الميزان للذهبي ج 3 / 40) .
وقد ذكر ابن القيم في الطب النبوي ما يلي: والنوم في الشمس: يثير الدفين. ونوم الانسان، بعضه في الشمس وبعضه في الظل ردئ، وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل، فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم) . وفي سنن ابن ماجة وغيره من حديث بريدة بن الحصيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس.
وقد أوضح الطب الحديث أن طول المكث في الشمس وخاصة لمن كان عاري الجسد كما يفعلون في البلاجات في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلدان بما في ذلك كثير من البلاد الاسلامية (عربا وعجما) يؤدي إلى السرطان. وقد كان اللفظ عجيبا دقيقا: يثير الداء الدفين. والداء الدفين هو السرطان. لأن التحول إلى خلايا سرطانية أمر كامن في جسم الانسان وفي الجلد بصورة خاصة فإذا تعرض الانسان للمكوث في الشمس وأشعتها فوق البنفسجية أدى ذلك إلى حدوث السرطان. كما أن كثيرا من أمراض الجلد لا تحدث إلا بسبب التعرض للشمس ومنها القرحة القارضة Rodent Ulcer وهي تحدث عادة في الوجه لكثرة تعرضه للشمس. وهي قرحة سرطانية موضعية. وكذلك مرض الذئبة الحمراء القرصية المزمنة Discoid Lupus Erythematosus تحدث في الأماكن المعرضة للشمس. . . وكذلك مرض الحزاز المسطح الاستوائي Lichen Planus يحدث في الأماكن المعرضة للشمس. . . وقد كثرت المقالات الطبية حول مخاطر التعرض للشمس ومن أجمعها تقرير الكليات الملكية للأطباء بالمملكة المتحدة وقد نشر عام 1987، ثم بسط الكتاب للعامة بكتاب آخر وهما: Links between Exposure to ultraviolet Radiation and Skin Cancer 0 (1) The Sun on your Skin 0 (2) وكلاهما من إصدار. London 1987 , Royal College of Physians

الصفحة 174