كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 176 ›
ومن أراد أن لا تشقق شفتاه ولا يخرج فيها بأسور فليدهن حاجبيه متى دهن رأسه.
ومن أراد أن لا تسقط أذناه ولهاته فلا يأكل حلوا حتى يتغرغر بعده بخل.
ومن أراد أن لا يصيبه اليرقان فلا يدخل في الصيف أول ما يفتح بابه، ولا يخرج منه أول بابه في الشتاء غدوة.
أكل الثوم ومن أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه فليأكل الثوم كل سبعة أيام مرة (1) .
______________
(1) كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل الثوم والبصل لرائحتهما. وقد نهى عليه الصلاة والسلام آكلهما أن يقرب المسجد.
أخرج مسلم في صحيحه (كتاب المساجد) وأخرجه ابن ماجة في السنن (أكل الثوم) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (أيها الناس إنكم تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين (بسبب الرائحة) ، هذا البصل والثوم، ولقد كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل أمر فأخرج إلى البقيع. فمن كان منكم آكلها لا بد، فليمتها طبخا) .
وأخرج البيهقي في شعب الايمان وأبو داود في سننه (باب الأطعمة) عن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا هذا. فإن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخا. وأخرج الترمذي (في سننه) عن أبي العالية (هو من التابعين) قال: الثوم من طيبات الرزق. وأخرج ابن السني وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن المغيرة بن شعبة قال: قلت يا رسول الله نهيتنا عن طعام كان لنا نافعا. قال ما هو؟ قلت: الثوم كان ينفع صدورنا وظهورنا. قال: فمن أكله منكم فلا يقربن مسجدنا. وأخرج أبو داود (في سننه الحديث رقم 3826) وابن السني وأبو نعيم (في الطب النبوي) عن المغيرة ابن شعبة قال: أكلت ثوما فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم. فقال: من أكل هذه الشجرة فلا يقربنا حتى يذهب ريحه. فقلت يا رسول الله أعطني يدك، فأدخلت يده في كم قميصي إلى صدري، فإذا أنا معصوب الصدر (أي كان به وجع من صدره فعصبه برباط) قال: إن لك عذرا (أي في أكل الثوم لأنه دواء) . وأخرج ابن ماجة وابن السني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنه - رفعه، (أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم) : (إذا دخلتم بلادا فكلوا من بصلها يطرد عنكم وباها) ذكره السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي وقال محققه الدكتور حسن مقبولي الأهدل لم أجده في سنن ابن ماجة، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.

الصفحة 176