كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 177 ›
...............................................................
______________
وذكر الدكتور حسان شمس باشا في كتابه (قبسات من الطب النبوي) بعض الأحاديث في منافع الثوم:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل الثوم، فلولا أني أناجي الملك لأكلته) صحيح الجامع (رقم 4369) لناصر الدين الألباني. وعن أبي سعيد (الخدري) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: (كلوه (أي الثوم) ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه) ، رواه أبو داود (صحيح الجامع [رقم 4383] للألباني) وعن محمد بن سيرين قال: (كان الثوم يجلب لابن عمر، فينظم في خيط، ويلقى في المرقة في خيط، ويستخرج في خيط فيلقى، فيؤكل) . رواه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات. والثوم والبصل من أقدم النباتات المزروعة التي عرفها الانسان واستخدمها في طعامه ودوائه. فقد ورد في أوراق البردي المصرية القديمة المكتوبة قبل 3500 سنة أكثر من 22 وصفة ثوم للعديد من الأمراض والأوجاع. وقد وصف الطبيب والمؤرخ اليوناني الشهير بليني الثوم وذكره علاجا لستين مرض ووجع منها أمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والربو والروماتيزم والبواسير والأورام ولدغات العقارب والحيات وعض الكلب الكلب. وقد نصح أبو قراط باستخدام الثوم لادرار البول ولعلاج الامساك والأورام. واستعمل الثوم في الصين واليابان لعلاج ارتفاع ضغط الدم (التوتر الشرياني) . وأثبت العالم الفرنسي باستور أن للثوم فعلا مضادا للجراثيم. واستعمل الأطباء البريطانيون الثوم خلال الحرب العالمية الثانية في معالجة جروح الحرب بنجاح. وقد زاد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالثوم وظهرت مئات المقالات العلمية في المجلات الطبية والعلمية عن الثوم وتركيبه وفوائده. وأفادت التجارب أن الثوم يساعد على منع تكون الجلطات في القلب والدماغ والأطراف ويعتبر مركب آليين (aliin) الموجود في الثوم والذي يتحول إلى مركب (Allicin) اليسين هو الذي يعطي الثوم رائحته النفاذة ويقوم بفعل مضاد للجراثيم. وقد وجد الباحثان سليم أحمد وإيريك بلوك أن تسخين الأليسين في وجود الخلون يتحول إلى مادة (الاهوين) وهي المادة المسؤولة عن منع التخثر (التجلط) في الدم. وللثوم أثر فعال في تخفيض الكوليسترول والدهون ذات الوزن الخفيف التي تسبب تصلب الشرايين بينما يرفع الدهون ذات الوزن الثقيل التي تقي من جلطات القلب. والثوم يخفض ضغط الدم (التوتر الشرياني) كما أن التجارب على الفئران تشير إلى أن للثوم فعلا مضادا للسرطان وخاصة سرطان القولون والمثانة. كما أن الثوم يزيد من خلايا الدم اللمفاوية من نوع T التي تزيد في مناعة الجسم ومقاومته للأمراض. (لمزيد من التفصيل يراجع فصل الثوم من كتاب الدكتور حسان شمس باشا: قبسات من الطب النبوي على ضوء الاكتشافات العلمية الحديثة إصدار مكتبة السوادي جدة 1411 هـ‍/ 1990 م) . وقد أشار الإمام علي الرضا إلى فائدة الثوم في معالجة (الريح) والوقاية منه. وتعبير (الريح) يطلق على الآلام العضلية والروماتيزمية إلى اليوم ويستخدمه العامة في الجزيرة العربية واليمن. كما قد يقصد به أحيانا آلام البطن. . ويعبرون عن الغازات في البطن وزيادتها بالأرياح أو الريح. . . والثوم مفيد للجهاز الهضمي وللآلام الروماتيزمية والعضلية كما قد مر معنا. كما أنه يمنع حدوث الفالج (وهو الشلل النصفي الناتج عن جلطة في أحد شرايين الدماغ) .

الصفحة 177