كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 178 ›
ومن أراد أن يستمرئ طعامه فليتك بعد الاكل على شقه الأيمن ثم ينقلب بعد ذلك على شقه الأيسر حين ينام.
ومن أراد أن يذيب البلغم من بدنه وينقصه فليأكل كل يوم بكرة بشئ من الجوارش الحريف ويكثر دخول الحمام ومضاجعة النساء والجلوس في الشمس.
ومن أراد أن يطفئ لهب الصفراء فليأكل كل يوم شيئا رطبا وباردا ولينا ويروح بدنه، ويقلل الحركة ويكثر النظر إلى من يحب.
ومن أراد أن يحرق السوداء فعليه بكثرة القئ وفصد العروق ومداومة النورة.
ومن أراد أن يذهب بالريح البارد فعليه بالحقنة والادهان اللينة على الجسد وعليه بالتكميد بالماء الحار. ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول لكل يوم بكرة من الاطريفل الصغير مثقالا واحدا.
تدبير أمر الجماع:
وقال عليه السلام في أمر الجماع (1) : فلا تقرب النساء من أول الليل صيفا ولا شتاءا وذلك لأن المعدة والعروق
______________
(1) يبدو الاهتمام واضحا بموضوع الزواج والجماع، وقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة في الزواج والجماع منها قوله تعالى: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله. إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم وقدموا لأنفسكم. واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين) (البقرة 222، 223) وقوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) (البقرة 187)
وقد وردت أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في آدابه وما يحل منه وما يحرم.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتقاء (الحيضة والدبر) وما عدا ذلك مما يكون بين الزوجين فهو أمر مباح ما دام في صمام واحد من القبل، سواء أتاها مقبلا أم مدبرا، في مكان الحرث. وقد ندب إلى الملاعبة والمداعبة.
وقال المولى تعالى في ذلك (وقدموا لأنفسكم) قال بعض المفسرين هي المداعبة والقبلة تكون قبل الجماع.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري لما تزوج ثيبا: (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك) أخرجه البخاري (في كتاب النكاح وكتاب البيوع والشفعة) ومسلم (في المساقاة) وأبو داود في سننه (النكاح) والترمذي في جامعه (باب تزويج الأبكار) وقال حسن صحيح، والنسائي في السنن الصغرى وابن ماجة في سننه (كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار) كلهم عن جابر رضي الله عنه.

الصفحة 178