كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 179 ›
...............................................................
______________
وورد في أحاديث أخرى كثيرة أوردها الامام السيوطي في كتابه: (المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي) في باب تزويج الأبكار أغلبها فيها ضعف منها ما أخرجه ابن ماجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بالابكار، فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير) . ومن آداب النكاح أن يتوضأ إذا أراد العود. فقد أخرج الحاكم في المستدرك وابن خزيمة في صحيحه وابن السني في الطب النبوي وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الطب النبوي والبيهقي في السنن الكبرى ومسلم في صحيحه وأبو داود في السنن والترمذي في جامعه وابن ماجة في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود، فليتوضأ بينهما وضوء، فإنه أنشط للعود) . وأخرج أبو يعلى في مسنده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فإن سبقها فلا يعجلها) . وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن الهذيل بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جز الشعر يزيد في الجماع (والمقصود شعر العانة) . وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجامعن أحد منكم وبه حقن من خلاء فإنه يكون منه البواسير، ولا يجامعن أحدكم وبه حقن من بول فإن منه يكون البواسير (ذكره السيوطي في المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي) . وأخرج البيهقي عن علي رضي الله عنه، يرفعه قال: (إذا جامع أحدكم فلا يغتسل حتى يبول، فإن لم يفعل يرد بقية المني فيورثه الداء الذي لا دواء له) . (ذكره السيوطي في الطب النبوي) . وقد أورد الإمام علي الرضا بعض آداب الجماع وذكر منها أن لا يأتي أهله والمعدة ممتلئة وأن ذلك يسبب القولنج (التهاب القولون) . وقد ورد كما تقدم حديث بعدم الجماع والانسان حاقن للبول أو البراز فإنه يسبب البواسير والنواسير. ولا شك أن الجماع مع امتلاء البطن بالطعام مزعج للشخص وقد يسبب سرعة الانزال، وكذلك الجماع مع امتلاء المثانة بالبول قد يسبب ارتجاع البول إلى الحالب، وبالتالي التهاب المجاري البولية والتهاب الكلى. والجماع مع امتلاء الأمعاء والمستقيم بالبراز يضغط على البروستات وربما زاد من احتقان الأوعية الدموية في جدار الشرج فتتدلى مسببة البواسير، بالإضافة إلى المضايقة النفسية والبدنية وسرعة الانزال.
أما الأمراض الأخرى التي ذكرها الإمام علي الرضا مثل الفالج واللقوة والنقرس فلا أعلم أن الطب الحديث يذكر شيئا من ذلك. . ونصيحة الإمام علي الرضا بالملاعبة قبل المواقعة أمر قد ورد في الكتاب الكريم بقوله تعالى (وقدموا لأنفسكم) كما مر معنا، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك) . . وقول الإمام الرضا (ولا تجامع النساء إلا طاهرة) أمر مفروغ منه بالنسبة إلى المسلم فقد ورد فيه قوله تعالى (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض. . الآية) وقد تقدم القول فيها وقد جعلنا فصلا في كتابنا (دورة الأرحام) عن المحيض وغشيان المرأة فيه وأضراره الصحية ثم كتبناه مع اختلاف طفيف في كتابنا (هل هناك طب نبوي؟) . ثم قال: (فإذا فعلت ذلك فلا تقم قائما ولا تجلس جالسا ولكن تميل على جنبك) وهذا الامر كان يفعله الأنصار بينما كانت قريش تشرح النساء، فلما تزوج قرشي أنصارية اشتكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل فيه قرآن من السماء: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنا شئتم) ما دام في مكان الحرث، في القبل. ونبه الإمام علي الرضا إلى وجوب سرعة التبول بعد الانتهاء من الجماع فإن ذلك يمنع تكون الحصاة. والطب الحديث لم يهتم بهذا الموضوع إلى الآن. وإن كانت هناك أبحاث تؤكد على أهمية التبول بعد الجماع بالنسبة إلى المرأة وأن ذلك يقي من الالتهابات البولية.
يقول الكاتب المرجع في أمراض الكلى لعام 1987 - Chur , Textbook of Kidney Diseases: Lawrence J , Whiteworth J. P 205 , London , Livingstone _ Chil، (إن النساء يستفدن فائدة عظمى إذا أفرغن مثانتهن وخاصة بعد كل جماع لأن ذلك يقلل من حدوث التهابات المجاري البولية) .

الصفحة 179