كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 181 ›
يعطي العافية من يشاء ويمنحها إياه والحمد لله رب العالمين.
تدبير أمر السفر:
وقال عليه السلام: واعلم يا أمير المؤمنين أن المسافر ينبغي أن يتحرز في الحر إذا سافر وهو ممتلي من الطعام، ولا عالي الجوف وليكن على حد الاعتدال وليتناول من الأغذية الباردة (1) .
واعلم: أن السير الشديد في الحر الشديد ضار للأبدان المهلوسة (2) إذا كانت خالية من الطعام وهو نافع في الأبدان الخصبة (3) .
______________
(1) في كتاب رمز الصحة للسيد محمود الموسوي الأصفهاني زيادة وهي: (مثل الغريض (اللحم الطري) والهلام (طعام من لحم عجلة بجلدها أو مادة غروية أو مرق السكباج المبرد المصفى من الدهن) والخل والزيت وماء الحصرم، ونحو ذلك من الأطعمة الباردة) .
(2) في كتاب رمز الصحة (المنهوكة) وهو أقرب إلى الصواب.
(3) إضافة في كتاب (رمز الصحة) (وأما صلاح المياه للمسافر ودفع الأذى عنه فهو أن لا يشرب من ماء كل منزل يرده إلا بعد أن يمزجه بماء المنزل الذي قبله أو بشراب واحد (أي يأخذ ماء جيدا من أول المنازل) غير مختلف يشويه بالمياه على اختلافها (ربما قصد يضعه على النار ويغليه. فإذا كان كذلك فإنه يمكن التخلص من الميكروبات بالغليان الذي يقتلها) . (والواجب أن يتزود المسافر من تربة بلده وطينته التي ربي عليها، وكلما ورد إلى منزل طرح في إنائه الذي يشرب منه الماء شيئا من الطين الذي تزوده من بلده ويشوب الماء بالطين في الآنية بالتحريك، ويؤخر شربه حتى يصفو صفاء جيدا (هذا الاجراء غريب ولم أدر ما سببه، والدافع إليه، إن صح ذلك عن الإمام الرضا، وهو غير موجود في كتاب السيد مهدي الخرسان: طب الإمام الرضا) . (وخير الماء لمن هو مقيم أو مسافر ما كان ينبوعه من الجهة الشرقية، من الخفيف الأبيض. وأفضل المياه ما كان مخرجها من مشرق الشمس الصيفي، وأصحها وأفضلها ما كان بهذا الوصف الذي نبع منه (لم أجد أي تعليل لتفضيل الينابيع الشرقية) ، وكان مجراه في جبال الطين، وذلك لأنها تكون في الشتاء باردة، وفي الصيف ملينة للبطن، نافعة لأصحاب الحرارات، وأما الماء المالح والمياه الثقيلة فإنها تيبس البطن. ومياه الثلوج والجليد ردية لسائر الأجساد وكثيرة الضرر جدا (لا يوجد دليل على ذلك) .
وأما مياه السحب، فإنها خفيفة عذبة صافية نافعة للأجسام إذا لم يطل خزنها وحبسها في الأرض. وأما مياه الجب (البئر العميقة) فإنها عذبة صافية إن دام جريها ولم يدم حبسها في الأرض. وأما البطائح (جمع بطحة وهي مجرى السيل الواسع) والسباخ فإنها حارة غليظة في الصيف لركودها، ودوام طلوع الشمس عليها، وقد يتولد من دوام شربها المرة الصفراوية وتعظم وبه أطلحتهم (جمع طحال) (وهو أمر محتمل نتيجة وجود البلهارسيا في المياه الراكدة وحوافي الأنهار والسيول والغيول. ويؤدي ذلك إلى الإصابة بالبلهارسيا. والنوع الذي يسكن الجهاز الهضمي (الكبد والأمعاء) يؤدي إلى تضخم الطحال وتليف الكبد وحدوث الاستسقاء) .

الصفحة 181