كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 23 ›
يسمون أبناء، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحسن والحسين، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها، وهو يقول: (إن أنا دعوت فأمنوا) . وهو معنى قوله: (ثم نبتهل) أي نتضرع في الدعاء. . .
عن ابن عباس رضي الله عنهما نلتعن. وأصل الابتهال: الاجتهاد في الدعاء باللعن وغيره. . . يقال بهله الله أي لعنه، والبهل اللعن) .
ثم قال: (قال كثير من العلماء أن قوله صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين لما باهل: (ندع أبناءنا وأبناءكم) وقوله في الحسن: (إن ابني هذا سيد) مخصوص بالحسن والحسين أن سميا ابني النبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) .
تفسير ابن كثير (1) :
قال: عن جابر رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم العاقب والطيب (رؤساء وفد نجران) فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه أن يلاعناه الغداة (أي بعد أن حاججهما في عبادتهما عيسى عليه السلام وادعاءهما بنوته لله تعالى كما قد مر) . قال فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أرسل إليهما (أي العاقب والطيب) فأبيا أن يجيبا وأقرا له بالخراج. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي بعثني بالحق لو قالا لا، لأمطر عليهم الوادي نارا. .) وفيهم نزلت (قل تعالوا ندع أبناءنا وأنباءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) رواه ابن مردويه والحاكم في المستدرك ورواه الطيالسي عن الشعبي مرسلا.
قال ابن كثير: وهذا أصح.
تفسير قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
سورة الشورى 23
تفسير ابن جرير:
قال ابن جرير الطبري في تفسيره (2) : (يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
___________________
(1) الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير: تفسير القرآن العظيم. (2) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: جامع البيان في تفسير القرآن سورة الشورى دار المعرفة، بيروت.

الصفحة 23