كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 33 ›
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلما رآها رحب بها فقال: (مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو شماله، ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت. فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين! ! فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (ما كنت أفشي على رسول الله سره، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أما الآن فنعم. أما حين سارني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه في كل سنة مرة وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الاجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك. قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: (يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة. قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت) .
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) . أخرجه الترمذي والحاكم في المستدرك
عن عبد الله بن الزبير يرفعه: (إن فاطمة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها) . رواه الترمذي وقد تقدم من رواية المسور بن مخرمة مثله.
عن عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته مجلسها. فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته، ثم رفعت رأسها فبكت، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت: إني كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فإذا هي من النساء، فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لها: أرأيت حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم فرفعت رأسك فبكيت، ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت، ما حملك على

الصفحة 33