كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 67 ›
وقد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كلمه حبه وابن حبه أسامة بن زيد رضي الله عنهما في شأن المخزومية التي سرقت وقال: إنما أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. . والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) أو كما قال.
فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز:
انظر إلى ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز وإنصافه وقوله الحق عندما سأله سائل عن آل البيت وهو يحرش بهم فقال السائل: (يوجد بعض الناس في العراق، يقال أنهم سادة، وأنهم من أحفاد النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن هؤلاء يعاملون الناس معاملة تتنافى، حسب اعتقادي، ولكني لا أدري اعتقادي صحيح أم خطأ، وأهم من ذلك أنهم يأخذون من الناس نقودا مقابل كتابة ودعاء للمريض. . الخ ويأخذون من بعض الناس الذبائح والنقود، ويثيرون في النفوس الشكوك. . . الخ) .
الجواب: يوجد هؤلاء الناس في أماكن كثيرة ويسمون بالاشراف كذلك، وهم فيما يذكر العارفون بهم أنهم ينتسبون إلى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، بعضهم ينتسب إلى الحسن وبعضهم ينتسب إلى الحسين، ويسمى بعضهم سيدا أو شريفا.
هذا أمر معلوم واقع في اليمن وفي غير اليمن.
والواجب عليهم تقوى الله، وعليهم أن يحذروا ما حرم عليهم، وأن يكونوا من أبعد الناس عن كل شر.
فهذا النسب الشريف يجب أن يحترم ولا يتكئ به صاحبه. لكن إذا أعطي ما فتح الله له من بيت المال أو من غير ذلك مما يحل له غير الزكاة، فلا بأس.
أما أن يتكئ بذلك ويزعم أن هذا النسب يوجب على الناس أن يعطوه كذا أو يعطوه كذا، فهذا أمر لا يجوز، فإن نسب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأنساب، وبنو هاشم أفضل العرب فلا يليق بهم أن يدنسوا نسبهم بما لا ينبغي من الأعمال والأقوال والصفات الذميمة.
أما إكرامهم ومعرفة فضلهم وإنصافهم وإعطائهم حقوقهم، والعفو عن بعض الأشياء التي تقع منهم على بعض الناس، فالصفح عنهم والتساهل في بعض الأخطاء التي لا تمس الدين، أمر حسن. وقد جاء

الصفحة 67