كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 72 ›
قلت:
لا أستطيع مدح إمام... كان جبريل خادماً لأبيه (1)
ثم إن أبا نواس مدح الإمام علي الرضا بقصيدة. ذكر الإمام علي بن محمد بن أحمد المالكي الشهير بابن الصباغ (2) أن أبا نواس تعرض لعلي الرضا عند خروجه من عند المأمون ودنا منه قائلا: يا ابن رسول الله! قلت فيك أبياتاً أحب أن تسمعها مني فقال له: قل، فأنشد أبو نواس:
مطهرات نقيات ثيابهم... تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه... فما له في قديم الدهر مفتخرُ
أولئك القوم أهل البيت عندهم... علم الكتاب وما جاءت به السورُ
فاستجادها الإمام علي الرضا منه وسر بما قال وأعطاه كل ما كان يملك وهو ثلاثمائة دينار ثم ساق إليه بغلته التي كان راكبا عليها.
ولأبي نواس قصائد أخرى في مدح الإمام علي الرضا منها قوله:
إذا أبصرك العين من بعد غاية... وعارض فيك الشك أثبتك القلبُ
ولو أن قوما أمموك لقادهم... نسيمك حتى يستدل به الركبُ
من شعر دعبل الخزاعي:
ودخل دعبل الخزاعي المشهور بشاعر أهل البيت على الإمام علي الرضا بمرو (3) وقال له: يا ابن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني.
فقال له الرضا: هات هات.
فأنشد يقول (4) :
ذكرت محل الربع من عرفات... فأجريت دمع العين على الوجنات
___________________
(1) ابن خلكان وفيات الأعيان ج 1 / 321 - 322.
(2) ابن الصباغ: الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة ص 247.
(3) مرو عاصمة إقليم خراسان وتدعى مرو الشاهجان وقد أخرجت مئات العلماء مثل عبد الله بن المبارك وسفيان الثوري والفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وبشر الحافي. . وهي الآن مهجورة مطمورة في ما يسمى جمهورية تركمنستان في الاتحاد السوفيتي. (انظر أعلام مرو في كتابنا المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ ج 2 / 563 - 589) .
(4) انظر الفصول المهمة لابن الصباغ ص 248 - 249.

الصفحة 72