كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 8 ›
والثاني: معلومات زمن الكاتب الطبية وما فيها من صواب وخطأ. وهذه معرضة للخطأ، لأنها تعتمد معلومات العصر وثقافة البيئة والزمان.
ونحن لا نحاكم هؤلاء الكتاب إلى معلومات عصرنا وزماننا في الطب. والحق أن نحاكمهم إلى معلومات عصرهم وزمانهم.
وقد وجدنا كثيرا منهم سابقا لعصره وزمانه وخاصة عندما يلتزم بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من معلومات معاكسة ومضادة لمعلومات عصره في كثير من الأحيان.
ثم أوردت نص الرسالة الذهبية وهي رسالة صغيرة كتبها الإمام الرضا للمأمون، بناء على طلبه، وهي في حفظ الصحة.
وقد قمت بشرح الرسالة والتعليق عليها بإيجاز، لأن الإمام الرضا لا يورد الأحاديث النبوية وإنما يشير إليها ضمنا في كلامه الفذ العجيب المختصر.
كما يذكر معلومات الأطباء في زمنه باختصار واقتدار.
ويضمنها تجاربه الشخصية وموروثاته عن آبائه الكرام. لذا تتميز الرسالة بما يلي:
1 - أنها أول رسالة في الطب النبوي حيث كتبت سنة 200 هـ‍ أو ما حولها.
2 - أنها أول رسالة في الطب الوقائي وحفظ الصحة باللغة العربية.
3 - أنها أول كتاب في الطب يكتبه عربي مسلم. . . ولم يسبقه إلا إسحاق بن حنين وبختيشوع وأضرابه من السريان والنصارى الذين ترجموا كتب أبوقراط وجالينوس.
4 - أنها مزجت معلومات الطب الموجودة في عصره مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التي يشير إليها دون أن يذكر نصها، مزجا عجيبا فذا.
5 - أنها تحتوي على معلومات واسعة في الطب الوقائي وحفظ الصحة تتعدى معلومات العصر والزمان الذي عاش فيه. . وتظل قيمتها باقية على مرور الزمان وكر الأيام.
6 - تحتوي الرسالة على معلومات الطب اليوناني القديم وبعضها أثبت الزمن خطأه. وهو قليل على أي حال، وقد نبهت إليه. وبعضه لم يتحدث فيه الطب الحديث ولم يبحثه فأشرت إليه.

الصفحة 8