كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 82 ›
وقد روى الإمام علي الرضا كثيرا من الأحاديث عن أبيه عن جده يرفعها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم أشهرها حديث: لا إله إلا الله حصني. ومن دخل حصني أمن عذابي.
ولهذا الحديث قصة نوردها كما أوردها أهل التاريخ (1 - 3) . وهو أن الإمام علي الرضا دخل نيسابور في السنة التي توفي فيها بعد أن تمت له البيعة بولاية العهد بسنتين. وكان يسير على بغلة في قبة مستورة فتعرض له الحافظان الجليلان أبو زرعة الرازي (4) ومحمد بن أسلم الطوسي (5) ومعهما خلائق لا يحصون من
___________________
(1) الامام الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك في كتابه تاريخ نيسابور.
(2) ابن الصباغ: الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة.
(3) إبراهيم الجويني: فرائد السمطين.
(4) أبو زرعة الرازي: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود مولى عياش بن مطرف المخزومي القرشي. وكنيته أبو زرعة يشترك فيها معه ما ينيف على الخمسين علما ممن سبقه أو عاصره أو أتى بعده كما يقول الدكتور سعدي الهاشمي في تحقيقه لكتاب الضعفاء لأبي زرعة. اختلف في سنة مولده على أقوال منها سنة 190 هـ‍و 200 وقال الحاكم النيسابوري ولد سنة 194 هـ‍. وقد ذكر الامام الحاكم صاحب المستدرك في تاريخ نيسابور أن أبا زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي تعرضا للإمام علي الرضا عندما زار نيسابور في السنة التي نال فيها الشهادة (أي سنة 203 هـ‍) في شهر صفر. وأن أبا زرعة آنذاك كان طفلا نابها في التاسعة من عمره. وأنهما طلبا من الإمام علي الرضا أن يروي لهما حديثا بسنده عن آبائه فذكر القصة. ولعل أبا زرعة ولد سنة 190 هـ‍فيكون عمره آنذاك ثلاثة عشر عاما. وقد اشتهر أبو زرعة بعلم الحديث شهرة فائقة وأخذ العلم عن طائفة من العلماء وهو صغير السن. والقصة المذكورة آنفا تؤكد ذلك. وقد أخذ العلم عن شيوخ بلده ثم رحل إلى مختلف البلاد في طلبه ومن أشهر شيوخه الإمام أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وفي علم القراءات قالون المقرئ (عيسى بن ميناء) وحفص الدوري وخلف البزار. وكان أبو زرعة يقول: (أنا أحفظ ستمائة ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات، وعشرة آلاف حديث مزورة. قيل له: ما بال المزورة تحفظ؟ قال: إذا مر بي منها حديث عرفته) . وكانت وفاته رحمه الله سنة 264 هـ‍. ومن كتبه كتاب (أعلام النبوة) وكتاب (الفضائل) وكتاب (الفرائد) وكتاب (السير) وكتاب (المختصر) وكتاب (الزهد) و (الأطعمة) و (الفرائض) و (الصوم) (الآداب) و (الوضوء) و (الضعفاء) و (الجرح والتعديل) و (العلل) و (التفسير) و (الصحابة) و (المسند) .
(5) محمد بن أسلم بن سالم الطوسي، أبو الحسن، وفاته سنة 242 هـ‍وثقه أئمة الجرح والتعديل وقال عنه ابن خزيمة: (رباني هذه الأمة) .

الصفحة 82