كتاب الإمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي

‹ صفحة 86 ›
موقفه مع بعض الصوفية:
لما دخل الإمام علي الرضا إلى نيسابور جاءه جماعة من الصوفية فقالوا له: إن أمير المؤمنين (المأمون) لما نظر فيما ولاه من الأمور فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس. ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس من كل واحد، فرد هذا الامر إليك. والإمامة تحتاج إلى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز؟ وكان الإمام الرضا متكئا فاستوى جالسا ثم قال: كان يوسف بن يعقوب نبيا فلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب وجلس على متكآت آل فرعون وحكم وأمر ونهى. وإنما يراد من الامام قسط وعدل. إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز. إن الله لم يحرم ملبوسا ولا مطعما وتلا قوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) . وبينما كان علي الرضا في الطواف سأله رجل عن الجواد فقال الرضا: (إن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه. والبخيل من بخل بما افترض الله عليه. وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع) . . . وكان علي الرضا يدعو بهذا الدعاء: (اللهم سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني حلمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني بالاحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، وكما عرفتني وحدانيتك فألزمني طاعتك. وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا بعصمتك، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه، يا جواد يا كريم، يا ذا الجلال والاكرام) .
من كراماته:
ذكر العلامة علي بن محمد بن أحمد المالكي المعروف باسم ابن الصباغ في كتابه (الفصول المهمة) عددا من كراماته دون أن يفردها بعنوان أثناء ذكر سيرته

الصفحة 86