‹ صفحة 97 ›
وإنما ينسب الرجل لأبيه؟ فقال موسى الكاظم: قال الله تعالى في آية المباهلة (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل) . الآية. ولم يدع صلى الله عليه وسلم عند مباهلة نصارى نجران غير علي وفاطمة والحسن والحسين وهما الأبناء. . وقال تعالى: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهرون. وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس) . وليس لعيسى أب وإنما ألحق بذرية الأنبياء من جهة أمه، وكذلك ألحقنا بذرية النبي من قبل أمنا فاطمة الزهراء) فسكت الرشيد وأفحم. ولما حبس المهدي العباسي الإمام موسى الكاظم رأى الإمام علي بن أبي طالب في النوم يقول له: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) فانتبه المهدي وأرسل من فوره إلى الربيع وأمره بإخراج موسى بن جعفر من السجن وإحضاره إليه. فلما حضر قام وعانقه وأخبره الرؤيا. وقال له: تأمنني أن لا تخرج علي ولا على أحد من ولدي. فقال الإمام موسى الكاظم: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني. قال صدقت. . وقال: يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى المدينة. من كراماته (رضي الله عنه) لقد رويت عنه كثير من الكرامات. وليس ذلك بمستغرب فقد كان خيرة أهل عصره وأفضلهم وأعلمهم وأزهدهم وأعبدهم. قال حاتم الأصم (1) : قال لي شقيق البلخي (2) : خرجت حاجا في سنة تسع
___________________
(1) حاتم الأصم (وفاته سنة 237 هـ) : أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان (وقيل يوسف) الملقب بلقمان هذه الأمة لاشتهاره بالحكمة. وقد كان حاتم مولى للمثنى بن يحيى المحاربي فأعتقه، وصحب حاتم شقيقا البلخي أكثر من ثلاثين عاما. وكان حاتم زاهدا عالما حكيما مجاهدا. وقد كان كثير الغزو مع شيخه شقيق البلخي فلما استشهد شيخه واصل هو الجهاد حتى وافته المنية سنة 237. وهو من أهل بلخ (شمالي أفغانستان) .
(2) شقيق بن إبراهيم البلخي (المتوفى سنة 194 هـشهيدا في معركة كولان على حدود الصين) أبو علي، أحد مشاهير المشايخ الاعلام في خراسان من أهل بلخ (شمالي أفغانستان) تتلمذ على يد الامام المجاهد الزاهد إبراهيم بن أدهم. . كان من أوائل من تكلم في الرقائق والتصوف. . وكان مع ذلك من الفاتحين المجاهدين. . وكانت شجاعته مضرب المثل. قال تلميذه حاتم الأصم: (كنا مع شقيق البلخي، ونحن معانو الترك (التركستان الشرقية قبل إسلامهم) في يوم لا نرى فيه إلا رؤوسا تندر وسيوفا تقطع، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: يا حاتم كيف ترى نفسك في هذا اليوم؟ تراها في مثل الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت لا والله. . فقال: لكني أرى نفسي في هذا اليوم مثلها في الليلة التي زفت فيها امرأتي! ! وكان شقيق عالما زاهدا وله مع الامام أبي حنيفة صحبة، وروى الحديث النبوي الشريف عن جماعة منهم عباد بن كثير. وخرج عن ثلاثمائة ألف درهم هي كل ما كان يملك ووزعها على الفقراء.