كتاب فضل علم الوقف والابتداء وحكم الوقف على رؤوس الآيات

أحدكم الآية، فلا يقطعها حتى يتمَّها) (¬1).
وقد قوي ذلك عند العلماء رحمهم الله تعالى أن رؤوس الآي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما يوجد التام فيهن حتى كان جماعة من العلماء يستحبون (¬2)، القطع عليهن وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، وهذا عندهم ما لم يشتد التعلق فيتغير بالوقف المعنى؛ وبناء على هذا حكى ابن النحاس عن بعض النحاة تفضيل الوقف على {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] وإن تعلقت بما بعدها لأنها رأس آية (¬3) لكن هذا الوقف على {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] لم يشتد فيه تعلق الآية بما بعدها، ولم يتغير المعنى أو يقبح بالوقف، فهو إما وقف تام عند بعض علماء الوقف على تقدير جعل ما بعدها:
وهو (الذين) في موضع رفع على الابتداء أو خبرًا لمبتدأ محذوف تقديره: (هم الذين) أو في موضع نصب بمحذوف: تقديره: أعني، فلا تعلق له من جهة الإعراب بـ (المتقين) وإما أنه وقف حسن إذا كان نعتًا (للمتقين) وهو أولى.
¬_________
(¬1) النشر (1/ 239) وينظر: التبيان في آداب حملة القرآن ص (78).
(¬2) المكتفى (145) وينظر: جمال القراء (553) وتنبيه الغافلين (128).
(¬3) القطع ص (114).

الصفحة 80