كتاب ما قرب سنده من حديث أبي القاسم السمرقندي

34- أخبرنا عبد الكريم، أنا علي بن بشران، نا أحمد بن الجوزي، نا أبو بكر وهو ابن أبي الدنيا، نا داود بن رشيد وإسماعيل بن خالد قالا: نا يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّابِغَةَ نابغة بني جعدة وهو يفتخر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
بلغنا السماء مجدنا وثوانا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: يا أبا ليلى إلى أين المظهر؟ قلت الجنة ... قلت: إلى الجنة يا رسول الله. قال: صدقت
ولا خير في حلمٍ إذا لم يكن لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
وَلا خَيْرَ فِي جهلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حليمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم أجدت فلا يفضض فوك.
-[94]-
قال أبو بكر بن أبي الدنيا أول هذه القصيدة:
خليلي غضاً ساعةً وتهجراً ... ولوماً على ما أحدث الدهر أو ذرا
ألم تعلما أن انصرافاً فرعةً لسير ... أحق اليوم من أن تقصرا
ولا تسألا إن الحياة قصيرةً ... فطيروا لروعات الحوادث أوقرا
فإن جاء أمرٌ لا تطيقان دفعة ... فلا تجزعا مما قضي الله وأصبرا
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل إذا ما الشيء ولى فأدبرا
تهيج اللحاء والملامة ثم ما ... تقرب شيئاً غير ما كان قدرا
كوى الله علم الغيب عمن سواه ... ويعلم منه ما مضى وما تأخرا
ركبت أموراً صعبها وذلولها ... وقاسيت أياماً تشيب الحزورا

الصفحة 93