كتاب المنتخب من كلام العرب

فَمَا أَقْوَفَ النَّهْدِيَّ للهِ دَرُّهُ ... وأَزْجَرَهُ لِلطَّيْرِ لا عَزَّ نَاصِرُهْ
وكانوا يتطيرون بالظبي المكسور القَرْنِ، بالغراب السَّانِحِ، والبَارِح، والقَعِيد، والنَّطِيحِ؛ فالسَّانِحُ: ما وَلَّاكَ مَيَامِنَه، والبَارِحُ: ما وَلَّاكَ مَيَاسِرَهُ، والقَعِيدُ: ما أتاك من وَرَائِكَ، والنَّطِيحُ: ما استقبلك؛ من قوله:
تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ
وقال الكميت:
وَلَا أَنَا مِمَّنْ يَزْجُرُ الطَّيَر هَمُّهُ ... أَصَاحَ غُرَابٌ أَمْ تَعَرَّضَ ثَعْلَبُ
وَلَا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً ... أَمَرَّ سَلِيمُ القَرْنِ أَمْ مَرَّ أَعْضَبُ
وكانوا يتطيرون بالعطاس ونحوه، يقال: كَدَسَ الرجل يَكْدِسُ كدْسًا: إذا عطس قال أبو ذؤيب:
فَلَوْ أَنَّنِي كُنْتُ السَّلِيمَ لَعُذْتَنِي ... سَرِيعًا ولم تَحْبِسْكَ عَنِّي الكَوَادِسُ
وكانوا يَتَيَمَّنُونَ بالأرنب إذا انْتَفَجَتْ.

الصفحة 775