كتاب الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية
[السؤال الثالث]
(3) سألَ سائلٌ فقال:
طلبتُ العلمَ عدة سنواتٍ ومع ذلك لا تثبتُ لديَّ المعلوماتُ ولا أشعرُ بالفائدة، فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيرًا.
فكانَ الجوابُ:
لا تقلْ: لم أشعر بالفائدةِ؛ لأن طالبَ العلم في عبادةٍ.
والمقصودُ من طلب العلمِ رضاءُ اللهِ - جلَّ وعلا - على العبدِ.
وتعلمون الرجلَ الذي جاء تائبًا وقد «أتاهُ مَلَكُ الموتِ فاختصمتْ فيه ملائكةُ الرحمةِ وملائكةُ العذابِ، فقالت ملائكةُ الرحمة: جاء تائبًا مُقْبِلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكةُ العذابِ: إنه لم يعملْ خيرًا قطُّ.
فأتاهم مَلَكٌ في صورة آدَمِيٍّ فجعلوه بينهم - أي: حكمًا - فقال: قيسوا ما بين الأرضَيْنِ فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوَجدوه أدنى إلى الأرضِ التي أراد، فقبضَتْهُ ملائكةُ الرحمة» (¬1) .
غُفر لهذا الرجلِ التائبِ؛ لأن حركته حُسبت له، فحركةُ طالب العلم في العلم عبادةٌ، كحركةِ التائبِ المهاجر إلى أرضِ الخير.
¬_________
(¬1) انظر الحديث كاملاً في " صحيح البخاري " (6: 373) ، و " صحيح مسلم " برقم (7008) . من حديث " أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
الصفحة 41
56