ومكحولٍ -وليس مكحولنا هذا- في نفرٍ من أهل دمشق، فلما رأيتهم، أتيتهم فجلست إليهم، فتحدثنا شيئاً، ثم قالوا: إنا نريد أبا أمامة، فقاموا وقمت معهم، حتى دخلنا عليه، فإذا شيخٌ قد كبر ورق، وإذا عقله ومنطقه أفضل ما ترى من عقلٍ ومنطقٍ، قال: إن في جهنم جسراً له سبع قناطر على أوسطهن القضاء، فيجاء بالعبد، حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى، قيل له: ماذا عليك من الدين؟ قال: فيحسبه، ثم تلا هذه الآية: {ولا يكتمون الله حديثاً}، قال: فيقول: يا رب! علي كذا وكذا. قال: فيقال: اقض دينك، قال فيقول: ما لي شيءٌ، ما أدري