كتاب تبليغ البشرى بأحاديث داريا الكبرى لابن طولون

فكنت أنا ممن أتاه، فسمعته يقول:
((حدثني تميمٌ الداري: أن بني عمٍ له من لخمٍ ركبوا سفينةً في البحر تجاراً، فقربت بهم إلى جزيرةٍ، قال: فخرجنا إليها أو من خرج منهم يلتمسون هل يرون أحداً، حتى لقيهم من قد غطاه الشعر لا يستبين منه شيء، قالوا: الخبر؟ قال: الخبر عند صاحب هذا الدير، وأنا الجساس -أو قال: الجساسة-، قال: فأتوا الدير، فإذا رجلٌ موثقٌ بالحديد، فسألهم: من هم؟ فأخبروه، فقال: ما فعل نبي العرب؟ أخرج بعد؟
قالوا: نعم.
قال: من تبعه؟ السفلة أم أشراف الناس؟
قالوا: تبعه السفلة.
قال: يكثرون أم يقلون؟
قال: بل يكثرون.
قال: فيرجع أحدٌ ممن أيده؟
قالوا: لا.
قال: ذلك خيرٌ لهم. ما فعلت بحيرة الطبرية؟ هل فيها ماءٌ؟

الصفحة 85