ورحل سنة ستّ وخمس مئة إلى قرطبة فأخذ القراءات عن أبي القاسم ابن النّخّاس وعليه اعتمد لعلوّ روايته التي ساوى بها في بعض الطّرق أبا عمرو الدّانيّ، وسمع منه ومن أبي بحر الأسديّ، وأجاز له أبو عبد اللّه الخولانيّ.
وعاد إلى بلنسية فأخذ علم العربيّة عن أبي محمد البطليوسي. وتفقّه بأبي القاسم بن الأنقر السّرقسطي.
وتصدّر للإقراء، مع كثرة الفضائل والوجاهة. وشرح «مقدّمة» ابن بابشاذ. حدّثنا عنه غير واحد، وهو آخر من تلا الرّوايات على ابن النّخّاس.
توفّي في شعبان سنة ثلاث وستّين وخمس مئة، وصلّى عليه ابن النّعمة، وكانت جنازته مشهودة، وولد سنة أربع وثمانين في المحرّم.
128 - محمد 1 بن عبد الرّحمن بن عبادة الأنصاريّ، أبو عبد اللّه.
أخذ القراءات عن شريح، وأبي القاسم ابن النّخّاس، ومنصور بن الخير. وسمع من أبي محمد بن عتّاب، وابن مغيث، وجماعة. وتفقّه بأبي الوليد بن رشد، وأبي عبد اللّه بن الحاجّ.
وتصدّر للإقراء بجيّان بلده. ثم نزل شاطبة، وأخذ عنه الناس، وكان مقرئا ماهرا.
توفّي بشاطبة سنة أربع وستين وخمس مئة. أخذ عنه شيخنا أبو عبد اللّه ابن سعادة، ومولده سنة ثمانين وأربع مئة.
129 - محمد 2 بن يوسف بن سعيد، أبو عبد اللّه الحضرميّ الدانيّ،
ويعرف بابن الخسراطه.
أخذ القراءات عن أبي عبد اللّه ابن غلام الفرس واقتصر عليه وخلفه
__________
1) التكملة 2/ 33 (92)، وترجمه ابن عبد الملك في الذيل 6/ 350، والذهبي في تاريخ الإسلام 12/ 327، ومعرفة القراء 2/ 532، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 162، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 239.
2) التكملة 2/ 34 (94).