كتاب قذائف الحق

الغرب فى شتى أنحاء العالم ".
وخلاصة هذا الكلام أن المسيحية انتحرت فى أوربا، فأى تدين هذا الذى ينخلع ابتداء من الإيمان بالحى القيوم، ويعتبر التعامل معه منتهياً لأنه تلاشى ومات..!!
إن ذلك هو التفسير الحقيقى لانضواء رجال الكهنوت تحت راية الاستعمار، وركضهم الخسيس فى خدمة قضاياه..
وعندما تتسابق شتى الكنائس لإرضاء إسرائيل وتعلق اليهود فهل يدل ذلك إلا على شىء واحد وهو أن رجال الدين باعوا ضمائرهم للشيطان..؟
إن العرب يتعرضون لإبادة عامة، والتفجيرات تنسف منازلهم وقد محيت قرى بأكملها من الوجود، والدفاع عن النفس يوصف بأنه إجرام وتمرد.
ووسط هذا الحريق المستعر يبارك ساسة إسرائيل، ويقول رجال الدين والدنيا: خلقت إسرائيل لتبقى! فأين منطق الإيمان بالله واليوم الآخر فى تلك المداهنة وهذا الاستخذاء. ظاهر أن القوم قد تحولوا إلى سماسرة وعملاء للاستعمار العالمى.
واعتقادى أن هذه المحنة الرهيبة ستوقظ الإسلام النائم وإن كان غيرى يرى أن المادية المتربصة هى الكاسبة من خيانة الغرب لدينه ومثله.
ولا شك أن المستقبل محفوف بأخطار شداد، بيد أننا لن نفقد توازننا ولا ثقتنا فى أصالتنا الدينية ولا آمالنا فى جنب الله.
واعتقادى كذلك أن الاستعمار سيفشل فى محاولاته الدائبة لجر الكنائس الشرقية إلى جانبه وإشراكها فى مآسيه، وإذا كان قد ضلل البعض فإن الجمهرة الغالبة ستبقى على وفائها لتعاليمها ومواطنيها وتاريخها الصبور.
هذه المقررات لا نريد أن تنسى
أرسلت بصرى وراء طلاب بعض المدارس وهم منصرفون إلى بيوتهم. كان الصخب شديداً، والتدافع ظاهراً، والتصايح بالكلمات النابية مسموعاً! لم تكن بالشارع أثارة من علم أو دلالة على جد ورشد!
ولست أستكثر على الصبية فرح الانطلاق والأوبة إلى الأصل، ولست أجهل طبيعة المرح فى مقتبل العمل وخفة التكاليف!

الصفحة 278