كتاب قذائف الحق

ولكنى لم أسترح للطيش البادى والمزح السخيف والألفاظ الماجنة إذا كنا نريد إعداد جيل صاعد فالأمر يتطلب سيرة وسريرة غير ما أرى.
لقد عرفت كثيراً من البرامج العلمية التى تدرس، ولا أزعم أنها قليلة، بل أشعر أن استيعابها أساس صالح لخلق شعب مثقف.
واطلعت على أغلب المقررات الدينية، وقد تكون أقل مما يجب درسه. ومع ذلك فهى لو تم فقهها وتحصيلها أساس حسن لتكوين جيل مؤمن مهذب..
إذن من أين تجىء الشكوى؟ وما مصدر ما ذكرت من معايب؟
إن المادة العلمية شىء وأسلوب تقديمها وتلقيها شىء آخر.
إن هذا الأسلوب يرتبط برسالة الأمة، وضرورة تربية النشء على اعتناقها واحترامها.
ومن هنا فالتعليم المنفصل عن التربية جهد ضائع أو جهد تافه النتائج..
وأذكر أن الدكتور " حلمى مراد " وزير التربية الأسبق كان قد ألف لجنة لعلاج هذا الوضع.
وأشهد أن الرجل كان حاد البصيرة عميق الإخلاص، راغباً فى إنشاء جيل أفضل وأقدر على مواجهة غده الثقيل.
ولقد انقسمت اللجنة المؤلفة إلى لجان شتى بذل أعضاؤها جهودهم فى أداء الواجبات المنوطة بهم.
[ألف الدكتور " حلمى مراد " وزير التربية والتعليم الأسبق لجنة لدعم النواحى الدينية فى التعليم العام، وإصلاح مقرراته بما يعين على إنشاء جيل مسلم، وقد أخرج الدكتور من الوزارة (!!) بعد أن أدت اللجنة واجبها، فاستنقذنا هذه المقررات لإحدى الشعب التى اختصت بالجو المدرسى]
واخترت لنفسى أن أكون فى اللجنة المعنية " بالجو الذى يسود المدرسة " لأن التربية المدرسية فى نظرى هى الدعامة الأولى للإفادة من العلم المبذول كما أنها الدعامة الأولى لإمداد أمتنا برجال ذوى معادن صلبة ومواهب راجحة وفضائل بارزة.

الصفحة 279