كتاب كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة
فوصلت مكة مع الحاج وذلك في أيام محمد بن يعفر الحوالي. ثم أقبلنا نسأل عن أخبار اليمن، فقيل لنا: إن الأمير محمد بن يعفر رد المظالم واعتزل عن الناس ورجع إلى التنسك والعبادة، فقلنا: ولم فعل ذلك؟ فقيل لنا: إنه قيل له إن في هذه السنة يخرج عليه خارجي فيكون زوال أمره على يديه، ويقال إنه رد في يوم واحد ألف دينار، وكان في بني حوال رجل يقال له إبراهيم فقال:
يا ذا حوال يا مصابيح الأفق ... تداركوا عزكم لا ينفتق
فتطلبون رتق مالا يرتتق ... فأيكم قام بها فقد سبق
فقام ولد محمد بن جعفر.
قال محمد بن مالك الحمادي رحمه الله: فلما خرج علي بن فضل مع الحاج هو والمنصور وصارا في غلافقة، افترقا وقال كل واحد منهما لصاحبه: أعلمني بأمرك وما يكون منك. فوصل المنصور إلى الجند، وصاحب الأمر يومئذ جعفر بن
الصفحة 44
79