كتاب درر السلوك في سياسة الملوك

قَالَ بعض الْحُكَمَاء الاستشارة عين الْهِدَايَة وَقد خاطر من اسْتغنى بِرَأْيهِ
وَقَالَ بعض البلغاء من حق الْعَاقِل أَن يضيف إِلَى رَأْيه آراء الْعلمَاء وَيجمع إِلَى عقله عقول الْحُكَمَاء فَالرَّأْي الْفَذ رُبمَا زل وَالْعقل الْفَرد رُبمَا ضل ويعتمد على استشارة من صَلَاحه مَوْصُول بصلاحه إِذا كَانَ عريا من الْهوى فِي المشورة فَإِن الْهوى يصد عَن الرَّأْي وَيمْنَع من الرُّؤْيَة
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حبك للشَّيْء يعمي ويصم أَي يعمي عَن الرشد ويصم عَن الموعظة

الصفحة 74