الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته" (¬1) .
قال الله تعالى مؤكداً امتنانه علينا بهذه النعم: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *} (¬2) . فهذه المخلوقات العظيمة والآيات الباهرة مسخرة من لدن خالقها ومدبر أمرها لخدمة الإنسان ومنفعته.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا *} (¬3) . أي يخلف أحدهما صاحبه؛ إذا ذهب هذا جاء الآخر (¬4) فما فات الإنسان من العمل في أحدهما يدركه في الآخر.
كما وصف نفسه سبحانه بأنه مالك الزمان والمكان وما يحل فيهما من أمور زمانية أو مكانية، فقال: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} (¬5) . أي "له جل وعلا ما استقر في الليل والنهار، وهو المالك لكل شيء" (¬6) .
ثانياً: الإقسام بالوقت
ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت، حيث أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *} (¬7) ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *} (¬8) ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ *وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ *} (¬9) ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ *وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ *} (¬10) ، وقوله: {وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ *} (¬11) ، وقوله: {وَالضُّحَى *وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى *} (¬12) ، وقوله: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ *وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ *} (¬13) .
¬_________
(¬1) أبو غدة، عبد الفتاح، قيمة الزمن عند العلماء،، مرجع سابق، ص17.
(¬2) سورة النحل، الآية 12.
(¬3) سورة الفرقان، الآية 62.
(¬4) الصابوني، محمد علي، ورضا، صالح أحمد، مختصر تفسير الطبري، عالم الكتب، ط1، 1415هـ-1985م، ج2 ص157.
(¬5) سورة الأنعام، الآية 13.
(¬6) الصابوني، محمد علي، ورضا، صالح أحمد، مختصر تفسير الطبري، مرجع سابق، ج1 ص317.
(¬7) سورة العصر، الآيتان 1-2.
(¬8) سورة الليل، الآيتان 1-2.
(¬9) سورة المدثِّر، الآيتان 33-34.
(¬10) سورة التكوير، الآيتان 17-18.
(¬11) سورة الفجر، الآيتان 1-2.
(¬12) سورة الضحى، الآيتان 1-2.
(¬13) سورة الانشقاق، الآيتان 16-17.