كتاب الغوامض والمبهمات لعبدالغني بن سعيد

باب
25- حدثنا صالح بن علي، أن محمد بن الحسن بن قتيبة حدثهم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، أن قريشاً أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح. فقالوا: من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن -[102]- يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة بن زيد. فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله.
فلما كان العشي، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي [نفسي بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها] . ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطع يدها.
قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: فحسنت توبتها بعد، وتزوجت وكانت تأتي بعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرفع حاجتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 101