كتاب الغوامض والمبهمات لعبدالغني بن سعيد
باب
20- حدثنا محمد بن العباس بن سلام الحلبي، قال: حدثنا أبو عروبة، قال: حدثنا محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الهضهاض الدوسي، عن أبي هريرة، قال: جاء -[89]- ماعز بن مالك [الأسلمي] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: [إن الأبعد] قد زنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ ثم أمر به فطرد وأخرج. ثم أتاه الثانية، فقال: [يا رسول الله! إن الأبعد] قد زنا. فقال له: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ فطرد وأخرج. ثم أتاه الثالثة، فقال: يا رسول الله! إن الأبعد قد زنا.
فقال: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ قال: أتيت امرأة حراماً ما يأتي الرجل من امرأته. فأمر فطرد وأخرج.
ثم أتاه الرابعة، فقال: يا رسول الله! إن الأبعد قد زنا. فقال: ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ أدخلت وأخرجت؟ قال: نعم. فأمر به أن يرجم. فلما وجد مس الحجارة تحمل إلى شجرة، فرجم عندها حتى مات.
فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه، فقال رجل منهم لصاحبه: وأبيك إن هذا لهو الخاين، أتى النبي صلى الله عليه وسلم مراراً، كل ذلك يرده، حتى قتل كما يقتل الكلب.
-[90]- فسكت عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مر بجيفة حمار شائلاً رجله، فقال: كلا من هذا. قالا: من جيفة حمار يا رسول الله؟ قال: فالذي نلتما من عرض أخيكما آنفاً أكثر. والذي نفس محمد بيده، إنه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمص.
الصفحة 88
238