كتاب فصول في الثقافة والأدب

«الطَّرْدِيّات»، نبغ فيه جماعة منهم أبو نُوَاس، وأبو فراس، وكُشاجِم، والحِلّي، وغيرهم.
* * *
أما الكتاب الذي أصفه اليوم فقد وقع عليه صديقنا العالم الشيخ حمدي السَّفَرْجَلاني في خزانة قديمة في دمشق فعرف قدره فاشتراه، ثم كانت له قصة انتهت بأن بيع الكتاب إلى أحد المولعين بالكتب القديمة من الإفرنج، وبقيت منه النسخة الفوتوغرافية التي أصفها عند الأستاذ السفرجلاني.
وكتابنا، وإن لم يُعرَف مؤلفه، من أقدم الكتب المصنَّفة في هذا العلم وأجلّها؛ فقد وُضع للعزيز بالله العُبَيدي الفاطمي، صاحب مصر والشام المتوفَّى سنة 386هـ. وكان مُغرَىً بالصيد، يصيد بالحبل والجارح من الطير ويصيد بالسباع. وكان مؤلف الكتاب -كما يتحدث عن نفسه- من بَيازرة العزيز والمقرَّبين إليه، وكان غالياً في التشيع، لا يذكر العزيز مرة إلا صلى عليه وسلم! فمن قوله: "وقد كان مؤلف هذا الكتاب في جملة البيازرة متقدماً عليهم، لا في جملة واحد منهم لا يحسن شيئاً من البيزرة. ثم أفرده أمير المؤمنين -صلى الله عليه- عنهم وله من العمر إحدى عشرة سنة، ثم خرج في صناعته إلى ما قد شاهده الناس وعرفوه، ورقّى أمير المؤمنين -صلى الله عليه- منزلته إلى أن صار إقطاعه عشرين ألف دينار، وبلغ المنزلة التي لو رآها في النوم لما صدّقها، فلا يَخْفَ عن الناس ما كان فيه وما صار إليه".
وفي آخر الكتاب: "تم الكتاب، والحمد لله رب العالمين

الصفحة 293