كتاب فصول في الثقافة والأدب

كما هو أهله ومستحقه، وصلى الله على نبيه محمد خاتم النبيين، وعلى الأئمة من عترته الطاهرين الأخيار وسلم تسليماً".
والكتاب كله من النمط العالي في إنشائه وأسلوبه، وهو مشحون بالفوائد والأخبار الأدبية والأشعار المستملَحة والقصص اللطيفة، ويقع في ثلاثمئة صفحة مكتوبة بخط قريب من النسخي، قليلة أخطاؤه، مَشكول شكلاً لا يُعتمَد عليه دائماً، فيه إشارات خاصة كانت توضع على الحروف المُهمَلة (¬1) ثم أُهملت (¬2).
وليس في أول الكتاب أو آخره ما يدلّ على تاريخ كتابته، ولكني عثرت في وسطه على جملة مكتوبة بخط الناسخ هذا نصها: "وكتب هذا الكتاب تاريخ سنة خمسمئة في شهر شوال"؛ وإذن فيكون عمر النسخة التي نصفها أكثر من ثمانية قرون.
* * *
وسنعرض على القراء خلاصة أبواب الكتاب ونماذج منه صالحة.
بدأ «المقدمة» بقوله: "الحمد لله الذي له في كل لطيف
¬__________
(¬1) هي الحروف غير المَنْقوطة، كالحاء والدال والراء والسين والصاد، إلخ. وكانوا يسمّون المنقوطة «مُعْجَمَة» (أو مُعَجَّمَة)، كالباء والتاء والجيم والخاء والذال والزاي، إلخ، من قولهم: عَجَمَ الكتابة (وعجَّمها وأعجمها) إذا نقطها (مجاهد).
(¬2) وللعلامة المرحوم الشيخ طاهر الجزائري رسالة في بيان هذه الإشارات، وهي مطبوعة.

الصفحة 294