كتاب فصول في الثقافة والأدب

الهِمْيان في نُكَت العميان» (1) وله شرح لاميّة العَجَم، وكتب كثيرة معروفة.
مهر في فن الأدب، وكتب الخط المليح، وقال النظم الرائق، وألف المؤلفات الفائقة، وباشر كتابة الإنشاء بمصر ودمشق، ثم ولي كتابة السر بحلب، ثم وكالة بيت المال بالشام، وتصدى للإفادة بالجامع الأموي، وحدّث بدمشق وحلب
¬__________
= تضخّم بمرور القرون وكان «الوافي» قد بلغ هذا المبلغ من الاتّساع، فإن المنطق فرض على المؤلفين أن يتوقفوا عن كتابة كتب شاملة في التراجم، وبدأ اتجاه جديد إلى التأليف في تراجم أعلام القرون؛ بدأ هذا المنهجَ الجديدَ الحافظُ ابن حجر في «الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة»، وتبعه السَّخاوي في «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع»، ثم نجم الدين الغَزّي في «الكواكب السّائرة في أعيان المئة العاشرة»، ثم محمد أمين المُحبّي في «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر»، ثم محمد خليل المُرادي في «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر»، وأخيراً عبد الرزاق البيطار في «حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر».
بقيت -للفائدة- كلمة صغيرة في كلمة «وَفَيات»: يخطئ كثيرون فيلفظونها بكسر الفاء وتشديد الياء بعدها، والصواب فتح الفاء والياء بلا شدة (وَفَيَات)، وهي جمع «وفاة»، وقد اختار هذا المنهجَ (الترجمة بترتيب سنوات الوفاة) ابنُ خلكان الذي فتح لنا هذا الباب، وهو أهمل كلَّ من لم تُعرَف سنة وفاته، وعلّلَ منهجَه هذا قائلاً إن الذي يموت دون أن يحسّ بموته أحد لا بد أن يكون نكرة لا يستحق أن يُترجَم له والأَوْلى أن تهمله كتب التّراجِم (مجاهد).
(1) الهِميان هو النطاق الذي يتخذه المسافر، من الحُجّاج وغيرهم، فيودعه ما يخاف عليه من أوراقه وماله.

الصفحة 303