كتاب فصول في الثقافة والأدب

وإذا نظرتُ إلى الوُجود بعينكم ... فجميع ما في الكائنات مَليحُ
وهذا من قصيدته الطَّرْدية في التشبيهات، وأولها:
وأنت يا غُصنَ النّقا ... ما أنتَ من ذاك النّمَطْ (¬1)
وزعم مؤيد الدولة أبو خاذل أيدكين الجواليقي، صاحب المديح المأموني، في كتاب الصادح والباغم، في باب المراثي، أنهما من باب قول الثعالبي:
لو كنت شاهين جارية الفضـ ... ـل وكان الحريم منزلك
وليس بشيء، والصحيح الأول. (¬2)
قال الشارح عفا الله عنه: نبدأ أولاً بما في البيتين من اللغة، وثانياً بما فيهما من الإعراب، وثالثاً بما فيهما من التاريخ وتقدير المعنى، ورابعاً بما فيهما من البديع، وخامساً بالكلام على ما يتعلق بعَروضهما، وسادساً بما يتعلق بعلم القافية.
القول في اللغة
قوله «بَكْتوت»: هو عَلَم مُرَكَّب من اللغة العربية والتركية،
¬__________
(¬1) من شعر البهاء زهير.
(¬2) «الصادح والباغم» لابن الهبّارية، وليس فيه مَرَاثٍ، والثعالبي هو صاحب «يتيمة الدهر» وغيرها، والبيت من شعر ابن الحَجّاج.
قلت: وقرأت في كشف الظنون أن «الصادح والباغم» منظومة في ألفَي بيت على أسلوب «كليلة ودمنة»، أمضى مؤلفها في نَظْمها عشر سنين (مجاهد).

الصفحة 307